للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وله:

إذا أنتَ لم تَرْحَلْ بزادٍ من التُّقَى … ووافيتَ بعدَ الموتِ مَنْ قد تَزَوَّدَا

ندمتَ على أن لا تكونَ شَرَكتَهُ … وأرْصَدْتَ قبلَ الموتِ ما كانَ أرْصَدَا (١)

[وله]:

أموالُنا لذوي الميراث نجمَعُها … ودُورُنَا لخراب الدهرِ نبنيها

والنفس تَكْلَفُ بالدنيا وقد عَلِمَتْ … أنَّ السلامة فيها تركُ ما فيها (٢)

روى سابق عن ربيعة بن عبد الرَّحْمَن، وداود بن أبي هند، ومكحول، وغيرهم.

قال ميمون بن مهران: دخل سابق على عمر ، فقال له: عِظْني. فقال -وهي أبيات طويلة منها-:

باسم الذي أُنزلَتْ من عنده السُّوَرُ … والحمدُ للهِ أمَّا بعدُ يا عمرُ

فما صفا لامرئٍ عيشٌ يُسَرُّ به … إلا سيَتْبَعُ يومًا صفْوَهُ كَدَرُ

والذِّكر (٣) فيه حياةٌ للقلوب كما … يُحيي البلادَ إذا ما ماتَتِ المطرُ (٤)

لا ينفعُ الذِّكرُ قلبًا قاسيًا أبدًا … وهَلْ يلينُ لقلبِ الواعظِ الحجرُ

ولا أرى أثرًا للذِّكر في جسدي … والحَبْلُ في الجَبَل القاسي له أثرُ

لا يُشْبِعُ النفسَ شيءٌ حتَّى تُحرِزَه … ولا يَزالُ لها في غيره وَطَرُ

ولا يزالُ وإن كانَتْ لها سَعَةٌ … لها إلى الشيءِ لم تظفر به نَظَرُ

أَبَعْدَ آدمَ ترجُون البقاءَ وهَلْ … تبقى فروعٌ لأصل حين ينقعرُ (٥)

وقال أبو أَحْمد الحاكم: كان سابقٌ إمامَ مسجد الرقَّة، وقاضي أهلها.

ومن شعره:


(١) المصدران السابقان، وجاء هذان البيتان باختلاف يسير ضمن قصيدة للأعشى في "ديوانه" ص ١٨٧.
(٢) تاريخ دمشق ٧/ ٣ (مصورة دار البشير).
(٣) في "تاريخ دمشق" ٧/ ٤: والعلمُ.
(٤) قال الزَّبيدي في "تاج العروس" (موت): من المجاز: مات الماء بهذا المكان: إذا نشَّفَتْه الأرض. ووقع في "تاريخ دمشق" ٧/ ٤: مسَّها المطر.
(٥) ينظر "أنساب الأشراف" ٧/ ٨٣، وتاريخ دمشق ٧/ ٤، و"التبصرة" ١/ ١٠١ - ١٠٢.