للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وللموت تَغْذُو الوالدتُ سِخَالها … كما لخراب الدَّهْرِ تُبْنَى المساكنُ

فلا تَغْتَرِرْ ما عِشْتَ من مُتَجَمِّلٍ … بظاهر وُدٍّ قد تُغطَّى البطائنُ

[وله]:

تأوَّبَني هَمٌّ كثيرٌ بَلابِلُهْ … طروقًا فغال النومَ عني غَوائلُهْ (١)

فَوَيحِي من الموتِ الذي هو واقعٌ … وللموتِ بابٌ أنتَ لا بدَّ داخلُهْ

ولم أرَ في الدنيا وذو الجهلِ غافلٌ … أسيرًا يخافُ القتلَ واللهوُ شاغلُهْ

ولا يَرْتَجِي عونًا على حَمْلِ وزْرِهِ … مسيءٌ وأولى الناسِ بالوزْرِ حاملُهْ

ويغسلُ ما بالجلدِ من ظاهر الأَذَى … ولا يغسلُ الذنبَ المخالفَ غاسلُة

ومَن تُفْلِتِ الأمراضُ يومًا فإنَّهُ … سيوشكُ يومًا أن تُصابَ مَقَاتِلُهْ

إذا العلمُ لم تعمل به صارَ حُجَّةً … عليك ولم تُعْذَرْ بما أنتَ جاهلُهْ

أرى الغُصْنَ (٢) لا يَنْمِي إذا اجتُثَّ أصلُهُ … وليس بباقٍ مَنْ أُبِيحَتْ أوائلُهْ

وتطلبُ في الدنيا المنازلَ والعُلا … وتَنْسَى نعيمًا نائمًا لا تُزايلُهْ

كمن غَرَّهُ لَمْعُ السَّرابِ بقَفْرةٍ … فقصَّر عن وردٍ تَجِيشُ مناهلُة

وإنْ فَرِحَت بالمرء يومًا حلائلٌ … فلا بدَّ يومًا أن تُرِنَّ حلائلُهْ (٣)

من أبيات.

ذكر مسانيد عمر:

أسند عمرُ رحمة الله كليه الحديثَ عن جماعة من الصَّحَابَة، منهم: عبد الله بن عمر، وأنس بن مالك، وعبد الله بن جعفر بن أبي طالب، وعمر بن أبي سلمة، والسائب بن يزيد، ويوسف بن عبد الله بن سلام.

وأرسل الحديث عن عبادة بن الصامت، والمغيرة بن شعبة، وتميم الداري، وعائشة رضوان الله عليها، وأمِّ هانئ.


(١) تأوَّبَني: عاودني، والبلابل: جمع بَلْبَال، وهو شدة الهمّ والوَسواس، وغال: أخذ. والغوائل، جمع غائلة، وهي الداهية.
(٢) في (خ) (والكلام منها): أرض العلم. والمثبت من "تاريخ دمشق" ٧/ ٧.
(٣) تُرِنّ، أي: تنوح، وحلائل جمع حليلة، وهي الزوجة.