للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الملك بن مروان، وأكثرُ تشبيبه بالثُّريَّا، فلما تزوَّجها سهيلُ بن عبد الرَّحْمَن بن عوف، وحُملت إليه من الشَّام إلى مكة قال عمر:

أيُّها المُنْكِحُ الثُّريَّا سُهيلًا … عَمْرَكَ اللهَ كيفَ يجتمعانِ (١)

هي شاميَّةٌ إذا ما اسْتَقَلَّتْ … وسُهَيلٌ إذا اسْتَقَلَّ يماني

[وقال إسحاق الموصلي:]

وكانت الثُّريَّا من أجمل النساء وأكملهن، وهي بنت عبد الله بن محمَّد بن الحارث بن أمية الأصغر بن عبد شمس بن عبد مناف وكانت من أحسن النساء خَلْقًا وخُلُقًا، تأخذ الجرَّة من الماء، فتُفْرِغُها على رأسها، فلا يصيب باطنَ (٢) فخذها منها قطرة؛ لعِظَم كَفَلِها.

وكان عُمر بنُ عبد الله يجتمعُ بها ويخلوانِ ويناشدُها الأشعار، فحجَّ مرَّةً، فقيل له: قد كنتَ تخلو بالثُّريَّا. فقال: برئتُ من ربِّ هذه البَنِيَّة -وأشار إلى الكعبة- إن كنتُ هممتُ بالثُّريَّا أو حَلْلتُ إزاري على حرام قطّ (٣).

ومن شعره في سُكَينةَ قولُه:

قالتْ سُكَينَةُ والدموعُ ذوارفٌ … منها على الخدَّينِ والجِلبابِ (٤)

أسُكَينُ ما ماءُ الفراتِ وطِيبُهُ … منَّا على ظمأٍ وحُبِّ شرابِ

بألذَّ منكِ وإن نأيتِ وقلَّما … تَرْعَى النِّساءُ أمانةَ الغُيَّابِ

وقال في فاطمة بنت عبد الملك:

افعلي بالأسيرِ إحدى ثلاثٍ … وافْهَمِيهِنَّ ثمَّ رُدِّي جوابي


(١) في "الأغاني" ١/ ١٢٢ وغيره: يلتقيان. وينظر "جمهرة نسب قريش" ٢/ ٥٤٨، و"المنتظم" ٦/ ٣١٥.
(٢) كذا في "تاريخ دمشق" كما في "مختصره" ٥/ ٣٥٣. وفي "الأغاني" ١/ ٢٢٤: ظاهر.
(٣) ينظر المصدر السابق و"المنتظم" ٦/ ٣١٥. ومن قوله (بعده): ومن شعره في سكينة … إلى آخر هذه السخة (١٠١) ليس في (ص).
(٤) بعده في "الديوان" ص ٤٣٥، ولا بدَّ منه، ولم يرد في (خ) والكلام منها:
ليت المغيريَّ الذي لم نَجْزِهِ … فيما أطال تصيُّدي وطِلابي
كانت تَرُدُّ لنا المُنى أيامَنا … إذ لا نُلام على هوًى وتَصابي