للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وبعث هلال برؤوسهم ونسائهم إلى مَسْلَمة وهو بالحِيرة، وبعث بهم مَسْلَمةُ إلى يزيد بن عبد الملك، وبعث بهم يزيد إلى العبَّاس بن الوليد وهو على حلب.

وقال مسلمة: واللهِ لأبيعنَّ ذُرِّيّتَهم في دار الرزق، فقال له الجرَّاح بن عبد الله: أنا أشتريهم منك لأَبِرَّ قَسَمك. فاشتراهم بمئة ألف، ولم يأخذ منه شيئًا، وخلَّى سبيلَهم إلا تسعةَ غِلْمة منهم أحداثٍ، بعث بهم إلى يزيد بن عبد الملك، فضرب أعناقَهم (١).

وقال البلاذُريّ: لما قُتل يزيدُ بنُ المهلب هربَ [آلُ المهلَّب] بعيالاتهم إلى قَنْدابيل، فأغلقَ وَدَاعُ بنُ حُميد في وجوههم الأبواب، وحُزقت منازلُهم بالبصرة، وهُدمت دورُهم، وبعث مَسْلَمةُ (٢) هلال بنَ أحوز المازنيّ التميمي وراءهم في اثني عشر ألفًا، وكان بنو تميم أعداءً لبني المهلَّب، فالتَقَوْا فقُتل المُفَضَّل بن المهلَّب، وأمَّنَ هلالٌ نساءَ آلِ المهلَّب، وقال: من رفعَ سترًا، أو دخل إلى امرأة؛ قتلتُه. فدخل رجل على بعض النساء فقتلَه هلالٌ، فقال نساءُ آلِ المهلَّب: لو وَليَنا المهلَّب ما فعل بنا كما فعل هلال (٣).

وولَّى مسلمةُ هلال بن أحوز السِّند وقَنْدابِيل، فلم يزل عليها حتى قدم عُمر بن هُبيرة العراق، وقدم نساءُ المهلَّب فقال ابنُ هُبيرة لأمِّ مالك بنت زياد بنِ المهلَّب: قد علمتِ أنَّ هلالًا قتلَ رجالكم، وقد كتبتُ إلى يزيد بنِ عبد الملك أنَّ هلالًا خائن، فصَدِّقيني عندَه. وبعثَ بها إلى يزيد، فلمَّا دخلت عليه قال: كيفَ وجدتُم هلالًا؟ فأثنت عليه، وقالت: لو كان المهلَّب حيًّا ما فعل معنا ما فعل هلال. قال: فإنَّ ابنَ هُبيرة يقول عنه كذا وكذا. فقالت: كذبَ واللهِ، ولقد قال: قُولي كذا وكذا، وإن هلالًا لمبالغٌ في طاعتك (٤).


(١) ينظر ما سلف في "تاريخ" الطبري ٦/ ٦٠٠ - ٦٠٣. وما وقع فيه بين حاصرتين منه.
(٢) في (خ) (والكلام منها): العباس بن الوليد، بدل: مسلمة. والمثبت من "أنساب الأشراف" ٧/ ٢٧٨ - ٢٧٩ والكلام منه بنحوه.
(٣) أنساب الأشراف ٧/ ٢٨٠.
(٤) بنحوه في "أنساب الأشراف" ٧/ ٢٨٣ - ٢٨٤. ومن قوله: فأقاموا عنده إلى أن ولي يزيد العراق وخراسان (أوائل ترجمة يزيد بن المهلب) إلى هذا الموضع، ليس في (ص).