للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقال المصنف : وهذا بُكير بن ماهان كنيتُه أبو هاشم إلحارثي، أحدُ دعاة بني العباس، قدم على محمد بن عليِّ بن عبد الله بن عباس إلى البَلقاء، وأقام عنده مدَّة، وأخذ عنه، وبعثَه إلى خُراسان داعيًا، وقدم على إبراهيم بن محمد الإمام (١) بعد ذلك، فبعث به إلى خُراسان.

وروى عنه أبو القاسم الحافظ الدمشقيّ أنَّه قال: يلي من ولد العبَّاس أكثرُ من ثلاثين رجلًا، منهم ستة يُسَمَّوْن باسم واحد، وثلاثة باسم واحد، ويفتح أحد الثلاثة القسطنطينية.

وكان يكثر (٢) .... الدعاة بخراسان، فبعث عَمَّارَ بنَ يزيد إلى خُراسان في سنة ثمان عشرة ومئة، فغيَّر اسمه بخِداش، ثم دعا بهم أوَّلًا إلى بني العبَّاس، فأجابوه، ثم تغيَّر وأظهر دين الخُرْميَّة (٣)، وأباح المحرَّمات، وأخبرهم [أنَّه] إنما فعل ذلك بأمر الإمام محمد بن علي. وبلغَ أسدَ بن عبد الله، فوضع عليه العيون، فأُخذ وجيء به إلى أسد، فسأله فأغلظ خِداش [له القول] فأمر أسد بقطع يديه ورجليه وسمل عينيه وسلّ لسانه (٤)، وقال أسد: الحمد لله الَّذي انتقم لأبي بكر وعمر منك. ثم صلبه، وذلك بآمل، وكان أسد بها (٥).

وقال المصنف : وقوله: يلي من بني العباس أكثرُ من ثلاثين رجلًا، منهم ستَّةٌ يُسَمَّوْن باسم واحد، وثلاثة باسم واحد، يفتحُ أحدُهم القسطنطينية؛ فإنه قد وَليَ منهم عن سنة اثنتين وثلاثين ومئة إلى سنة اثنتين وخمسين وستِّ مئة ستةٌ وثلاثون خليفة، أوَّلُهم السفَّاح، وآخِرُهم المستعصم.

فمنهم سبعة اسم كل واحد عبد الله، وهم: السفَّاح، والمنصور، والمأمون، والمستكفي، والقائم، والمقتدي، والمستعصم.


(١) هو إبراهيم بن محمد بن علي بن عبد الله بن عباس، عهد إليه أبوه محمد بن علي بالإمامة من بعده.
(٢) في هذا الموضع كلمة لم تتبين لي رسمها: بيت. ولعلها: بث.
(٣) هم الذين يقولون بالتناسخ والإباحة.
(٤) كذا في (خ) (والكلام منها). وفي "تاريخ" الطبري ٧/ ١٠٩، و"تاريخ دمشق" ٣/ ٤٢٢ (ترجمة بكير بن ماهان): وقطع لسانه.
(٥) المصدران السابقان.