للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وكتب أسد إلى أخيه خالد يخبره أنه هزمَ الحارث -وإنَّما كان أسد ببَيْهَق، ولم يشهد الوقعة- ويُخبره بأمر يحيى وما فعل، فأجازَ يحيى بعشرة آلاف دينار، ومئة حُلَّة.

وكانت ولاية عاصم على خُراسان سبعة أشهر، وقيل: سنة.

وقدم أسد وقد انصرف الحارث بن سُرَيج، فحبس عاصمًا وحاسبَه على ما أنفق من الأموال.

ووصل كتاب هشام إلى خالد يأمرُه أن يكتبَ كتابًا إلى أسد يطلب منه الحارث أينما كان، فكتبَ إليه، وكان الحارث بمَرْو الرُّوذ، فسار أسد إلى آمُل، وقدَّمَ بين يديه عبدَ الرحمن بن نُعيم الغامديّ (١) في أهل الكوفة والشام.

وسار الحارثُ إلى التِّرْمِذ، فحصرَها وطال عليه الحصار، فتأخّر عن البلد خديعةً منه لأهله، فخرج أهلُ البلد، فعاد عليهم، فهزَمهم وقتل عدَّة من الفرسان، وسارَ إليه أسد، فنزل دون النهر، وخرج أهلُ التِّرمذ، فقاتلُوا الحارث فانهزم، وجاء أسد فنزل سمرقند، ثم قفل من سمرقند حتى نزلَ بَلْخ (٢).

وفيها أخذ أسد جماعة من دعاة بني العباس، فقتل بعضَهم وحبسَ بعضًا، وكان فيهم سليمان بن كثير، ومالك بن الهيثم، وموسى بن كعب، وغيرهم.

ولما جيء بهم إلى أسد قال: يا فُسَّاق ألم أنهكم وقد قال الله تعالى: ﴿وَمَنْ عَادَ فَيَنْتَقِمُ اللَّهُ مِنْهُ﴾ [المائدة: ٩٥] فقال له سليمان: نحن وإيَّاك كما قال الشاعر:

لو بغيرِ الماء حَلْقي شَرِقٌ … كنتُ كالغَصَّانِ بالماءِ اعتصاري

صِيدَتْ - واللهِ - العقارب على يدك لأنَّا أُناسٌ من قومك، وإنما رَفَعَتْ إليك هذه المُضَريَّة علينا لأنَّا كنَّا أشدَّ الناس على قُتيبة بن مسلم، فطلبوا أن يدركوا بثأرهم (٣).


(١) في (خ) و (د) (والكلام منهما): العامري، والمثبت من "تاريخ" الطبري ٧/ ١٠٥.
(٢) الخبر في "تاريخ" الطبري ٧/ ١٠٦ - ١٠٧ مطوّل.
(٣) في (خ) و (د) (والكلام منهما): منازلهم، والمثبت من "تاريخ" الطبري ٧/ ١٠٨، و"الكامل" ٥/ ١٩٠.