للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ثم قامت وخرجت، وبعثَ إليها نصر بالصِّلات والتُّحَف، وسار معها سليمان بن صول إلى ابنها، وتقرَّر الصلح، وانهزم الحارث إلى بلاد التُّرك والفارياب (١)، وعاد نصر إلى مَرْو (٢).

وفيها خرج زيد بنُ عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب .

واختلفوا في سبب خروجه على أقوال:

فقال أبو مِخْنَف: كان أوَّلُ أمره أنَّ يزيد بن خالد بن عبد الله القَسْريّ ادَّعَى مالًا قِبَلَ زيد (٣) بن عليّ، ومحمد بن عُمر بن عليّ بن أبي طالب، وداود بن عليّ بن عبد الله بن عبَّاس، وإبراهيم بن سعد بن عبد الرحمن بن عوف، وأيوب بن سَلَمة بن عبد الله بن الوليد بن المغيرة المخزوميّ. فكتبَ يوسف بن عمر إلى هشام في ذلك، وهشام بالرُّصافة يومئذ، وعنده زيد بنُ عليّ، والحسنُ بنُ الحسن بن علي؛ ارتفعا إليه في صدقة رسول الله (٤)، ومحمد بنُ عمر بن عليّ بن أبي طالب يومئذٍ مع زيد بن علي، فلما وقف هشام على كتاب يوسف ذكرَ لهم ذلك، فأنكروا، فقال هشام: فأَنَا باعثٌ بكم إلى يوسف لتُقابلوا يزيد بنَ خالد، فقال له زبد: أنشدك الله والرحم أن تبعث بي إلى يوسف، فإنني أخافُ أن يتعدَّى عليَّ. فقال هشام: ليس له ذلك. وكتب إليه: إذا قدم عليك فلان وفلان فاجْمَعْ بينهم وبين يزيد بن خالد، فإنْ أقرُّوا بما ادَّعى عليهم فسَرِّحْهم إليَّ، وإنْ أنكروا فسله البيِّنة، فإنْ لم يُقم البيِّنة، فاستَحْلِفْهم بعد العصر بالله الذي لا إله إلَّا هو ما استودعكم يزيد بن خالد القسريّ وديعة، ولا له قبلكم شيء (٥). ثم خلِّ سبيلَهم.


(١) في (ص): الفاريات.
(٢) الخبر في "تاريخ" الطبري ٧/ ١٧٧ - ١٧٨ بأطول منه، دون قوله آخره: ثم قامت وخرجت … إلى آخر الخبر.
(٣) في (ب) و (خ) و (د) (والكلام منها): يزيد. وهو خطأ.
(٤) كذا وقع في (ب) و (خ) و (د) (والكلام منها). وهو وهم، فإن الحسن بن الحسن بن عليّ توفي سنة (٩٧).
والذي في "تاريخ" الطبري ٧/ ١٦١ أن زيدًا خاصم بني الحسن بن الحسن بن عليّ … إلخ. وينظر "أنساب الأشراف" ٢/ ٥٢٥.
(٥) في "تاريخ" الطبري ٧/ ١٦١: ما استودعهم يزيد … ولا له قبلهم شيء.