للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ثم ندم زيد، واستحيا من عمَّته، فلم يدخل عليها زمانًا، فأرسلَتْ إليه: يا ابنَ أخي، إني لأعلم أنَّ أمَّك عندك كأمِّ عبد الله عنده. وقالت لابنها عبد الله: بئس ما قلتَ لأمِّ زيد، واللهِ لنِعْمَ دخيلةُ القوم كانت (١).

وقال لهما خالد بن عبد الملك: اغْدُوا عليَّ لأفصلَ (٢) بينكما. واجتمع (٣) الناس، وجرت منازعات أفضَتْ إلى ما لا يليق.

فخرج زيد إلى هشام بن عبد الملك (٤).

وقيل: إن الذي ادَّعى بالمال خالدُ بنُ عبد الله؛ قال عطاء بن مسلم: لمَّا قدم زيد على يوسف قال له: إن خالدًا زعم أنه أودعك مالًا، فقال: أَنَّى يُودِعُني مالًا وهو يشتم آبائي على منبره! فأحضر خالدًا في عباءة وقال: زعمتَ أنك أودعتَ زيدًا مالًا وهذا زيدٌ يُنكر. فقال له خالد: أتريد أن تجمع مع إثمك فيَّ إثمًا في هذا؟! كيف أُودِعُه مالًا، وأنا أشتُمُهُ وأباه على المنبر؟! فشتمَه يوسف وردَّه إلى حبسه (٥).

وقال أبو عُبيدة (٦): لمَّا جمع يوسفُ بينهم وبين خالد؛ قالوا له: يا خالد، ما دعاك إلى ما صنعتَ؟ فقال: غلَّظ عليَّ يوسفُ العذاب، فادَّعيتُ ما ادَّعيتُ، وأمَّلْتُ أن يأتيَ اللهُ بالفرج قبل قدومكم. فأَطلقَهم [يوسف]، فمضَوا إلى المدينة، وتخلَّفَ زيد وداود بالكوفة (٧).

وقال ابن سعد: دخل زيد بنُ عليّ على هشام بن عبد الملك، فرفعَ إليه دَينًا كثيرًا وحوائج، فلم يقض له حاجة، وتهجَّمه (٨)، وأسمعَه كلامًا شديدًا.


(١) تاريخ الطبري ٧/ ١٦٤، وينظر "أنساب الأشراف" ٢/ ٥٢٠.
(٢) تحرف في (ب) و (خ) و (د) (والكلام منها) إلى: الأفضل. وينظر "تاريخ" الطبري ٧/ ١٦٤.
(٣) في النسخ المذكورة: وأجمعَ.
(٤) لم يرد تتمة الخبر في (ب) و (خ) و (د) (والكلام منها)، وفيه أن زيدًا خرج إلى هشام، فجعل هشام لا يأذن له، فيرفع إليه القصص، فكلما رفع إليه قصة كتب هشام في أسفلها: ارجع إلى أميرك … وينظر بتمامه في "تاريخ" الطبري ٧/ ١٦٤ - ١٦٥.
(٥) تاريخ الطبري ٧/ ١٦٦ - ١٦٧.
(٦) في (ب) و (خ) و (د) (والكلام منها): أبو عبيد. والمثبت من "تاريخ" الطبري ٧/ ١٦٧.
(٧) الخبر في "تاريخ" الطبري ٧/ ١٦٧ بأطول منه.
(٨) في "طبقات" ابن سعد ٧/ ٣٢٠: وتجهَّمه.