للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

زيد، فأعجبَتْه، فسألها أن يتزوَّجَها، فقالت: إني امرأة قد طعنتُ في السّنّ، فقال: وقد رضِيتُ. فقالت: أنا أعلمُ بنفسي، ولو كنتُ متزوِّجةً ما عدلتُ بك أحدًا، ولكن لي ابنةٌ هي أوسمُ منّي وأجمل. فتزوَّجَها، فأولدَها جارية، ثم توفيّت.

وكان زيد ينتقل من البصرة إلى الكوفة إلى السَّواد، ومرَّة ينزل الكوفة في دُور أصهاره الأزْديِّين والسُّلَميِّين والقبائل، فأقام من سنة عشرين حتى قُتل في سنة اثنين وعشرين ومئة، ويوسف بالحِيرة.

وكانت بيعتُه على كتاب الله، وسنَّة رسوله، وجهادِ الظالمين، والدَّفعِ عن المستضعفين، وإعطاء المحرومين، ونُصرة المظلومين، وما أشبه ذلك.

فأقام بضعةَ عشرَ شهرًا، وقيل: سنتين، ثم أمرَ أصحابه بالتهيؤ للخروج، فأقاموا يستعدُّون ويتأهَّبُون (١).

وفيها غزا مروان بن محمد بلاد صاحبِ سريرِ الذهب، وبابَ الأبواب، فأخربَ بلاده، وفتحَ حصونَه، وأعطاه الجزية كلَّ سنة ستة آلاف (٢) رأس، ومن الأموال ما لا يحصى (٣).

وفيها أوفد يوسفُ بنُ عُمر خالدَ بنَ صفوان بن الأهتم على هشام بن عبد الملك، فوعظَه موعظةً بالغة.

قال خالد: قدمتُ على هشام وقد خرجَ بأهله وحَشَمِهِ، فنزل في أرض قاع صَحْصَاح (٤) في عامٍ بَكَّرَ [وَسْمِيُّه، وتتابعَ وَلِيُّه (٥)، وأخذتِ الأرضُ زُخْرُفَها من نُوَّارٍ (٦)


(١) الخبر بنحوه في "تاريخ الطبري" ٧/ ١٧١ - ١٧٣ أطول منه. وينظر "أنساب الأشراف" ٢/ ٥٢٦ - ٥٢٧. ومن قوله: واختلفوا في سبب خروجه على أقوال (قبل ست صفحات) إلى هذا الموضع، ليس في (ص).
(٢) تكررت لفظة: آلاف، في (ص).
(٣) بنحوه في "تاريخ" الطبري ٧/ ١٦٠، و"المنتظم" ٧/ ٢٠٧.
(٤) الصَّحْصَاح والصَّحْصَح: الأرض المستوية الواسعة.
(٥) الوَسْميُّ: مطر الربيع الأول، والوليُّ: المطر يسقط بعد المطر. ولفظة: وسميُّه، بين حاصرتين، من "تاريخ دمشق" ٥/ ٤٦٤ (مصورة دار البشير)، و"المنتظم" ٧/ ٢١٥.
(٦) النُّوَّار: الزهر، وفي (د): نَوْر، وهما بمعنى.