للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مروان بن الحكم فقال له: إنَّ قرابة زيد بك قريبة، وحقُّه عليك واجب، قال: أَجل، ولقد كان العفوُ عنه أقربَ للتقوى قال: وهذا ابنُه غلامٌ حَدَث لا ذنبَ له، وإن علمَ به يوسف بنُ عمر قتلَه، فتُجِيرُه وتُواريه عندك. قال: نعم وكرامة. فأتاه به، فواراه، وبلغَ يوسفَ بنَ عمر، فبعث إلى عبد الملك يقول: ابعثْ إليَّ بالغلام، وإلا كتبتُ فيك إلى أمير المُؤْمنين. فبعثَ إليه: كيف أُواري من ينازعُني سلطاني ويدَّعي أن له فيه أكثرَ من حقي؟! وما بلغك باطلٌ وزُور. فصدَّقه يوسف، ثم خرج يحيى في نفر يسير من الزيدية إلى خراسان (١).

[وقال هشام وأبو عُبيدة:] ثم خطب يوسف بن عمر فقال: يَا أهل الكوفة إن يحيى بن زيد يتنقَّل في حِجال نسائكم كما كان يفعل أبوه، واللهِ لو أبدى لي صفحته لفعلتُ به كما فعلتُ بأبيه (٢).

[وقال أبو مِخْنَف:] ولما [قُتل زيد] دخل يوسف الكوفة [و] صعد المنبر وقال: يَا أهل هذه المَدَرَة الخبيثة، أبشروا بالصَّغار والهَوَان، لا عطاءَ لكم عندنا ولا رزق، ولقد هممتُ أن أهدم دوركم وأسلبكم أموالكم، وواللهِ ما صعدتُ المنبر إلَّا لأُسمعَكم ما تكرهون، فإنكم أهل بغي وشقاق، وخلاف ونفاق، ما منكم إلَّا من قد حارب الله ورسولَه، ولو أذنَ لي أميرُ المُؤْمنين فيكم لقتلتُ مقاتلتكم، وسبيتُ ذراريكم (٣).

فصل يتعلق بزيد بن عليّ:

كنيتُه أبو الحسين، وقيل: أبو الحسن، وأمُّه أمُّ ولد يقال لها: فتاة (٤)، وقيل: جيداء.

وهو من الطَّبقة الثالثة من التابعين من أهل المدينة (٥)، رأى في المنام كأنَّه أضرمَ نارًا بالعراق أُطفئت ومات، فقال لابنه يحيى: قُتلتُ يَا بُنيّ وربِّ الكعبة (٦).


(١) تاريخ الطبري ٧/ ١٨٩.
(٢) المصدر السابق. والكلام السالف بين حاصرتين من (ص).
(٣) تاريخ الطبري ٧/ ١٩١، وما سلف بين حاصرتين من (ص). وجاء فيها بعد هذا الكلام قوله: والذي نبش زيدًا وقطع رأسه … إلخ، مع أبيات للسيد الحميري، وسلف في الصفحة السابقة من النسخ الأخرى.
(٤) فتاة، ليس اسمًا لها، وإنما يعني أنها أمُّ ولد كما ذكر.
(٥) طبقات ابن سعد ٧/ ٣١٩.
(٦) بنحوه في "أنساب الأشراف" ٢/ ٥٢١، و"تاريخ" الطبري ٧/ ١٦٢. دون قوله: فقال لابنه يحيى … إلخ.