للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وذكر المسعودي أن زيدًا أقام مصلوبًا (١) بالكوفة خمس سنين -وقيل: أربع سنين- لم تُرَ له عورةٌ سترًا من الله عليه [فلما كان الوليد بن يزيد كتب إلى عامله بالكوفة أن أحرق زيدًا بخشبته، فحرقه، وأذرى رماده في الفرات (٢).

وقال الواقديّ:] وصلبوه عُريانًا بغير سراويل، فجاءت عنكبوت، فنسجت على عورته.

[وحدثني عبد الله بن جعفر أن رسول الله رؤي مستندًا إلى خشبة زيد يبكي ويقول: هكذا تفعلون بولدي!

قلت: وقد أخرج هذه الآثار أبو القاسم ابن عساكر في "تاريخه" فروى عن إسماعيل بن عليّ الخطبي قال: كان كنية زيد بن عليّ أبو الحسين، وأمُّه أمُّ ولد يقال لها: جيداء. ظهر بالكوفة في خلافة هشام بن عبد الملك بن مروان سنة إحدى وعشرين ومئة، وقُتل ليومين خلوا من صفر سنة اثنتين وعشرين ومئة وهو ابنُ اثنتين وأربعين سنة، وصُلب بالكوفة، وفي تاريخ قتله خلاف، ولم يزل مصلوبًا إلى سنة ستّ وعشرين ومئة، ثم أنزل بعد أربع سنين من صلبه (٣).

قال: وسئل سفيان بن عُيينة: متى مات الزُّهريّ؟ قال: سنة ثلاث وعشرين ومئة، وفيها قُتل زيد بن عليّ .

وروى أبو القاسم أَيضًا أن زيدًا صُلب ووجهُه ناحية الفُرات، فأصبح وقد دارت خشبتُه نحو القبلة، ففعلوا به ذلك مرارًا، وعمدت عنكبوت فنسجت على عورته، وكانوا صلبوه عُريانًا (٤).

وروى أبو القاسم أَيضًا بإسناده إلى جرير بن حازم قال: رأيتُ النَّبِيّ في النَّوم مسندًا ظهره إلى خشبة زيد وهو يبكي ويقول: هكذا تفعلون بولدي (٥)؟!


(١) في (ب) و (خ) و (د): وأقام مصلوبًا … والمثبت من (ص).
(٢) مروج الذهب ٥/ ٤٧٢ - ٤٧٣، وهذا الكلام بين حاصرتين من (ص).
(٣) تاريخ دمشق ٦/ ٦٥٦ (مصورة دار البشير).
(٤) المصدر السابق، وما قبله منه.
(٥) المصدر السابق.