للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الزُّهْريّ من ديوان مالِ الله سبعة عشر أَلْف دينار، فلمَّا قدم أبو شاكر المدينة؛ أشار عليه الزُّهْريُّ أن يصنع إلى أهل المدينة خيرًا، وحضَّه على ذلك، فأقام بالمدينة نصف شهر، وقسم الخُمس على أهل الديوان، وفعل أمورًا حسنة، وأمره الزُّهري أن يُهِلَّ من باب مسجد [ذي] الحُلَيْفَة إذا انبعثت به راحلتُه، وأمره محمَّد بنُ هشام [بن إسماعيل] المخزوميّ أن يُهِلَّ من البيداء، فأهلَّ من البيداء (١).

واستعمل هشام ابنَه يزيد على الحجّ سنة ثلاث وعشرين ومئة (٢)، وأمر الزّهريَّ، فحجَّ معه في تلك السنة.

وقضى هشام [بن عبد الملك] عن الزُّهْرِيّ ثمانين أَلْف درهم (٣).

وكانت الدنيا عند الزُّهْريّ لا قدرَ لها (٤).

وكان سخيًّا، ولا يدّخر شيئًا، وما جمع أحدٌ من العلم ما جمع [ابنُ شهاب].

وكان يقول: لولا هذه الأحاديث التي سالَتْ علينا من المشرق ما نعرفها؛ ما كتبتُ حديثًا، ولا أذنتُ في كتابته (٥).

[وقال: ما هذه الأحاديث التي لا أَزِمَّة لها ولا خُطُم (٦).

وقال المدائنيّ:] وأقام بالرصافة مع هشام [بن عبد الملك عشرين] (٧) سنة يعلّم أولاده الفقه والأدب. [وولَّاه قضاء المدينة، وكان قبل ذلك مع عبد الملك بن مروان، قدم عليه سنة اثنتين وثمانين، وكانوا يفضّلون الزُّهْريّ على الحسن البصري] (٨).


(١) المصدران السابقان، وما بين حاصرتين منهما، ولم يرد هذا الخبر في (ص).
(٢) في (ب) و (خ) و (د) (والكلام منها): ثلاث عشرة ومئة، وهو خطأ. والتصويب من "طبقات" ابن سعد ٧/ ٤٣٣. وينظر "تاريخ" الطبري ٧/ ١٩٧.
(٣) طبقات ابن سعد ٧/ ٤٣٧ - ٤٣٨، وتاريخ دمشق ٦٤/ ٤٥١.
(٤) من قوله: وقال ابن أبي ذئب: كان الزُّهْرِيّ قد ركبه دين (قبل صفحتين). إلى هذا الموضع، ليس في (ص).
(٥) طبقات ابن سعد ٧/ ٤٣٣، وفيه: في كتابه. وفي (خ): كتابتها. والخبر بنحوه في "المعرفة والتاريخ" ١/ ٦٣٧.
(٦) طبقات ابن سعد ٧/ ٤٣٧، وحلية الأولياء ٣/ ٣٦٥، وتاريخ دمشق ٦٤/ ٤١١. والخُطُم: جمع خِطام، وهو ما يوضع على خَطْم الجمل ليُقادَ به. وهو الزِّمام أَيضًا.
(٧) ما بين حاصرتين من (د) و (ص). والخبر بنحوه في "المعرفة والتاريخ" ١/ ٦٣٦.
(٨) الكلام بين حاصرتين من (ص)، وقوله: وكانوا يفضّلون … إلخ بنحوه في "طبقات" ابن سعد ٧/ ٤٣٦.