للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رامَ بي جهلًا وجهلًا بأبي … يُولجُ العصفورَ في بيت الأَسَدْ (١)

فقال له هشام: لا ولا كرامة (٢).

وقال الزُّبير بنُ بكَّار: هذه الواقعة جرت لسعيد بن عبد الرَّحْمَن بن حسان [مع عبد الصمد] وكان [سعيد] غلامًا مضيئًا، وفَدَ على هشام، فأراد عبدُ الصمد منه الفاحشةَ، فدخل على هشام، فأنشده الأبيات، فقال: لو فعلتَ بعبد الصمد شيئًا لم أُنكر عليك [لأنه أنشده: لم ينجُ مني سالمًا عبد الصمد] (٣).

وقال هشام: وفي سنة إحدى عشرة ومئة أغزى [هشام ابنَه] سعيدًا الصائفة، فبلغ [إلى] قيسارية الروم (٤).

وخلع سعيدٌ مروانَ بنَ محمَّد، وكان بحمص، فنازله مروان، وصالحَ أهلَ حمص على أن يُسلِّمُوا إليه سعيدًا وابنيه عثمان ومروان، فسلَّموهم إليه، فبعثَ بهم إلى خُراسان، فحبسَهم.

ولما هُزم مروان يومَ الزَّاب وثب سعيد على السَّجَّان فقتلَه، وكان معه في الحبس جماعة، منهم أبو محمَّد السفياني، وشَرَاحيل بن مَسْلَمة بن عبد الملك.

فأمَّا أبو محمَّد فلم يبرح من الحبس، وخرج سعيد وشَراحيل إلى خُراسان وأرادا أن يملكاها، فوثبَ الغوغاء عليهما، فقتلوهما.

وجاء مروان منهزمًا بعد خمس عشرة ليلة، فأطلقَ السفيانيَّ من الحبس (٥).

وباقي أولاد هشام ليس لهم ذكر (٦).


(١) في المصادر التالية: خِيس الأسد. والخِيس: موضع الأسد.
(٢) تاريخ دمشق ٧/ ٣٦٢ - ٣٦٣ (مصورة دار البشير).
(٣) الأغاني ٨/ ٢٧١ - ٢٧٢، وبنحوه في "أنساب الأشراف" ٧/ ٤٨٠. وما سلف بين حاصرتين من (ص).
(٤) ينظر "تاريخ دمشق" ٧/ ٣٦١ (مصورة دار البشير).
(٥) ينظر المصدر السابق ٧/ ٣٦٢.
(٦) من قوله: وخلع سعيد مروان بن الحكم … (قبل عدة أسطر) إلى هذا الموضع ليس في (ص).