للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وفي سنة ستٍّ ومئة وَلِيَ خالد العراق، وعُزل سنة عشرين ومئة [ووليَها يوسف بن عمر (١).

وذكر الهيثم بن عديّ خالدًا في أبناء النصرانيات.

وذكره أبو القاسم ابن عساكر وقال:] وكانت له دار بدمشق، وهي مربَّعة القزّ، ويعرف اليوم بدار الشريف اليزيدي (٢)، وإليه يُنسبُ الحمَّام الذي مقابلَ قنطرة سنان بباب توما.

و [قال: وروى الحسن بنُ الحسين قال:] حْطبَ [خالد] بواسط فقال: أيُّها الناس، تنافسُوا في المكارم، وسارِعُوا في المغانم، واشترُوا الحمدَ بالجود، ولا تكتسبوا بالباطل (٣) ذَمًّا، ولا تعتدُّوا بمعروف لم تعجلوه، ومهما يكن لأحد منكم عند أحد نعمة لا يبلغُ شُكرَها؛ فالله أحسنَ له جزاءً وأجزلَ له عطاءً.

واعلموا أنَّ حوائج الناس إليكم نِعَمٌ من الله عليكم، فلا تَمَلُّوا النِّعم فتُحَوَّلَ نِقَمًا، وإنَّ أفضل المال ما اكتسب به صاحبُه أجرًا، وأورثَ له ذِكْرًا.

ولو رأيتُم المعروفَ رأيتُموه رجلًا حسنًا جميلًا يَسُرُّ الناظرين، ويفوقُ العالمين، ولو رأيتُم البُخْلَ، لرأيتُم رجلًا قبيحًا مُشَوَّهَ الخلق، قبيحَ المنظر، تَنْفِرُ عنه القلوب، وتغضُّ دونَه الأبصار.

أيُّها الناس، مَنْ جادَ ساد، ومن شكرَ ازداد، ومن بخلَ رَذُلَ، وأكرمُ الناسِ مَن أعطى مَنْ لا يرجوه، ومَنْ عَفَا عن قدرة، وأوصلُ الناسِ مَنْ وصلَ مَنْ قطعَه، وما لم يَطِبْ حَرْثُهُ لم يَزْكُ نَبْتُه، والفروعُ عند مغارسِها تنمو، وبأصولها تسمو (٤).

و [قال أبو القاسم ابن عساكر:] أُتِيَ خالد برجلٍ يدَّعي النبوّة، فقال: ما آية نبوَّتك؟ قال: أُنْزل عليَّ قرآن. قال: وما هو؟ قال: إنَّا أعطيناك الجماهر، فصلِّ لربك وهاجر،


(١) تاريخ دمشق ٥/ ٤٨٨ - ٤٨٩ (مصورة دار البشير)، وينظر "تاريخ" خليفة ص ٣١٠ و ٣١٧.
(٢) في (ص): الزيدي.
(٣) في "أنساب الأشراف" ٧/ ٤٣٧، و"تاريخ دمشق" ٥/ ٤٩١: بالمَطْل.
(٤) تاريخ دمشق ٥/ ٤٩٠. وبعض الخطبة في "أنساب الأشراف" ٧/ ٤٣٧.