للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقال ابن عمَّار: قاتلَ الوليد حتى قُطعت يدُه، فدخل بعد ذلك إلى القصر، فضربَه يزيدُ بنُ خالد القَسْريّ تسع ضربات، وكان محبوسًا عنده، فأخذ بثأر أبيه خالد (١).

وقيل: إنه قُتل وكان مُصْطَبحًا، وحُمِلَ جسدُه سرًّا، فدُفن بباب الفراديس (٢).

وقال نوح بن عَمرو (٣): رأيتُ خَدَم الوليد [بن يزيد] وحَشَمَه يومَ قُتل يأخذون بأيدي الرجال، فيُدخِلُونهم (٤) عليه ليقتلوه (٥).

وقال عَمرو بنُ مروان الكلبي: قُطعت كفُّ الوليد، فبعث بها عبدُ العزيز إلى يزيد بن الوليد قبل الرأس؛ قُدم بها ليلةَ الجمعة، وأُتِيَ بالرأس من الغد، فأمر يزيد بنصب الرأس، فقال يزيد بن فَرْوَة (٦): إنَّما تُنصَبُ رؤوسُ الخوارج، وهذا ابنُ عمِّك وخليفة، ولا آمنُ إن نصبْتَه أن ترقَّ قلوبُ الناس، ويغضبَ له أهلُ بيته، فلم يلتفت [إليه] وطاف به (٧)، ثم نصبه، وبعثَ به إلى أخيه سليمان بن يزيد، فنظو إليه [سليمان] وقال: بعدًا له وسُحْقًا، أشهدُ أنه كان فاسقًا شَرُوبًا للخمر، ولقد راودني [أو أرادني] على نفسي (٨).

[وكان الرأسُ مع ابن فَرْوَة مولى بني مروان، فخرج به من دار سليمان، فتلقَّتْهُ مولاة للوليد، فأخبرها ابنُ فَرْوَة بقول سليمان، فقالت: كذب -واللهِ- الخبيث، ما فعل، ولو كان أراده على نفسه؛ ما كان يمتنع عليه] (٩).


(١) الخبر في "أنساب الأشراف" ٧/ ٥٣٦ مختصر.
(٢) ينظر المصدر السابق ٧/ ٥٣٦ و ٥٣٧، وتاريخ دمشق ١٧/ ٩٣٧.
(٣) هو نوح بن عَمرو بن حُوَيّ السكسكي، أخو حُوَيّ بن عَمرو. ينظر "تاريخ دمشق" ١٩/ ٣٩٨ (طبعة المجمع).
(٤) في (خ): فيدخلوا بهم، وفي (د): فدخلوا بهم. والمثبت من (ص)، وهو موافق لما في "تاريخ" الطبري ٧/ ٢٤٧، و"تاريخ دمشق" ١٧/ ٩٣٢، والخبر فيهما.
(٥) في النسخ: ليقتلونه، وأثبتُّ اللفظة على الجادة، وهي لم ترد في المصدرين السابقين.
(٦) تحرَّف في النسخ و "تاريخ دمشق" ١٧/ ٩٣٤ إلى: قُرَّة. وأثبتُّ اللفظة على الصواب لأنها سترد في النسخ و"تاريخ دمشق" كذلك في تتمة الخبر. وينظر أيضًا "أنساب الأشراف" ٧/ ٥٣٢، و"تاريخ" الطبري ٧/ ٢٥٠ - ٢٥١، و"مختصر تاريخ دمشق" ٢٦/ ٣٧٨. وليزيد بن فروة ترجمة في "تاريخ دمشق" ١٨/ ٣٦١.
(٧) يعني يزيد بن فروة، حيث أمره يزيد بن الوليد بذلك، كما في المصدرين السابقين، وكما سيرد من (ص) بين حاصرتين.
(٨) المصادر السابقة، وما سلف بين حاصرتين من (ص).
(٩) أنساب الأشراف ٧/ ٥٣٢ - ٥٣٣، وتاريخ الطبري ٧/ ٢٥١، وتاريخ دمشق ١٧/ ٩٣٥، وهذا الكلام بين حاصرتين من (ص)، وتحرف فيها: ابن فروة، إلى: أبي فروة.