للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وكان يلقَّب بالجعديّ؛ لأن الجَعْد بن درهم كان مُؤدِّبَه، لكنه ما كان يرى اعتقاده (١).

ووُلد سنة اثنتين وسبعين، وقيل: سنة ستٍّ وسبعين.

[ذكر بيعته:

قال علماء السير:] بويعَ لأربعَ عشرةَ ليلةً خلت من صفر سنة سبع وعشرين ومئة، ولما بُويع جمعَ القبائل والأشراف وأهل الأردنّ وغيرهم، وأكَّد عليهم العهود والمواثيق، وانصرف إلى منزله بحرَّان (٢).

وفيها دعا عبدُ الله بنُ معاوية بن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب إلى نفسه بالكوفة، وحارب عبدَ الله بنَ عُمر بنِ عبد العزيز، فهزمه عبدُ الله بنُ عمر إلى الجبال، فغلب عليها (٣).

قال أبو مِخْنَف: قدم عبد الله بن معاوية الكوفةَ (٤) زائرًا لعبد الله بن عُمر وملتمسًا صلتَه، وليس في عزمه الخروج، فتزوّجَ ابنة حاتم بن الشرقي بن عبد المؤمن بن شَبَث بن ربعيّ، فلما قُتل الوليد ووقعت الفتنة في الشام وفي خُراسان بين نصر والكِرْمانيّ قال له أهل الكوفة: قد انتقض حبل بني مروان، وأنتم أحقُّ بالخلافة منهم. فدعا بالكوفة سرًّا وعبدُ الله بنُ عُمر بالحِيرَة، وبايعَه جماعة، منهم ابن ضَمْرة الخُزاعي، وبلغ عبدَ الله بنَ عمر، فبعث إلى ابن ضَمْرة، فأرضاه، فقال: إذا التقينا تخلَّيتُ عنه.


(١) في "تاريخ دمشق" ٦٧/ ١٠: يقال له: مروان الجعدي، نُسب إلى رأي الجعد بن درهم.
(٢) في (ص): بحوران، وهو خطأ. وينظر "تاريخ" الطبري ٧/ ٣١٢. وجاء في (ص) بعده قوله: وقيل: إن بعد انفصاله من دمشق طلب منه إبراهيم وسليمان الأمان فأمَّنهما … إلى آخر الفقرة التي سلفت قريبًا قبل ذكر مروان بن محمد.
(٣) تاريخ الطبري ٧/ ٣٠٢. ولم يرد في (ص) الكلام الآتي بعده (وفيه تفصيل الخبر برواياته) حتى قوله: وفيها أظهر الخلاف الحارث بن سُريج …
(٤) أورد الطبريُّ هذا الخبر بإسناده إلى عاصم بن حفص التميمي، وليس عن أبي مخنف، وقد أورد عن أبي مخنف قولًا قبله.