للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[و] دَبَّ (١) إلى الحارث أعيانُ بني تميم وأشراف القبائل، فبايَعَه منهم ثلاثةُ آلاف (٢).

وفيها انتقضَ [أهلُ] الشام على مروان ونكثوا بيعته.

قال مخلد (٣) بن محمد بن صالح: أقام الناسُ بالشام ثلاثة أشهر في طاعة مروان وهو مقيم بحرَّان [ثم انتقضوا عليه] (٤).

وسببُه [أنَّ] (٥) ثابت بنَ نُعيم الفلسطيني كاتبَ الأطرافَ ورَاسَلَهم، فسار إليهم مروان.

وأرسل أهلُ حمص إلى مَنْ بتدمر من كلب، فشَخَصَ إليهم منهم الأصبغ بن ذُؤالة الكلبيّ ومعه بنوه: حمزة وذُؤالة وفُرافِصَة، ومعاوية السَّكْسَكيّ وكان فارسَ أهل الشام، وعصمة بن المقشعرّ، وغيرهم في ألف فارس من فرسانهم، فدخلُوا حمصَ ليلةَ عيد الفطر، ومروان يومئذٍ بحماة، ومعه إبراهيم بنُ الوليد المخلوع، وسليمانُ بنُ هشام، وكان يُكرمُهما، ويجلسان معه على غَدائه وعَشائه، ويسيران معه في موكبه.

فسار من حماة مُجِدًّا، فنزل على حمص وقد رَدَمُوا أبوابَها واستعدُّوا لقتاله، والكلبيَّةُ عندهم، فأحدقَ بالمدينة، وركبَ يومًا فوقف بإزاء باب من أبوابها، فأشرفَ عليه جماعةٌ من السُّور، فقال لهم مروان: ما الذي دعاكم إلى النَّكْث؟ قالوا: ما نَكَثْنا، ونحن على طاعتك. فقال: إن كنتُم كما تزعمون فافتحوا الباب. ففتحُوا له الأبواب.

فدخل عَمرو بنُ الوضَّاح في الوضَّاحيَّة إلى حمص، فقاتلَه بعضُ أهلِ المدينة، فقَتَلَ منهم نحوًا من خمس مئة، وخرجَ من باب تدمر، وانهزمَ الأصبغ والسَّكْسَكيّ، وأُسر ابنا الأصبغ ذؤالة وفُرافِصة في ثلاثين رجلًا ومروان واقفٌ على الباب، فأُتيَ بهم إليه، فضرب أعناقَهم، وأَمرَ بالقتلى -وكانوا خمسَ مئة، أو ستَّ مئة- فصُلِبُوا حولَ حمص، وهَدَم من حائطها مقدارَ الغَلْوة.


(١) الواو بين حاصرتين زيادة من عندي من أجل السياق. ويقارن بما في المصدر السابق.
(٢) الخبر في "تاريخ" الطبري ٧/ ٣٠٩ - ٣١٠ مطوَّل. ومن قوله: وكان يزيد بن الوليد كتب للحارث … إلى هذا الموضع، ليس في (ص).
(٣) في (خ): مجالد، والمثبت من (د)، وهو موافق لما في المصدر الآتي.
(٤) ما بين حاصرتين زيادة من عندي لضرورة السياق. وينظر "تاريخ" الطبري ٧/ ٣١٢.
(٥) لفظة "أن" بين حاصرتين من عندي. وينظر المصدر السابق.