للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رَمَى غَرَضي (١) رَيبُ الزَّمانِ فلم يَدَعْ … غْدَاةَ رَمَى في الكفِّ للقوس (٢) مَنزَعَا

رَمَى غَرَضي الأقصى فأقْصَدَ عاصمًا … أخًا كان لي حِرزًا ومأوًى ومَفْزَعا

فإنْ يَكُ حزنٌ أو تَتَابُعُ غُصَّةٍ (٣) … أَدَابَتْ (٤) عَبِيطًا من دم الجوفِ أنجعا (٥)

تَجَرَّعْتُها في عاصمٍ واحْتَسَيتُها … لَأَعْظَمُ (٦) منها ما احْتَسَى وتَجَرَّعَا

فلَيتَ المنايا كُنَّ خَلَّفْنَ عاصمًا … معِشْنا جميعًا أو ذَهَبْنَ بِنا مَعَا (٧)

وقال ابنُ عَبْدِ البَرّ: هذا الشِّعرُ لعبد الله بن عمر بن الخطاب يرثي به أخاه عاصمًا (٨).

وكان عبدُ الله بنُ عمر يقول: بلغني أن عينَ بنَ عين بن عين يقتلُ ميمَ بنَ ميم. يعني أنَّه يقتلُ مروان (٩).

ونزل ابنُ عمر والنَّضْر بواسط، وعادَ بينهما القتالُ على ما كان قبل ذلك، فالنَّضْر يطلبُ العراقَ بعهد مروان، وابنُ عمر لا يسلِّمُه إليه.

وجاء الضَّحَّاك إلى واسط، فاصطلحا على قتاله، فأقام يُقاتلُهم شهر شعبان ورمضان وشوَّال، وقُتل من أعيان الفريقين جماعةٌ، منهم عبدُ الملك بنُ علقمة، وكان من رؤوس الخوارج، فَتَكَ في المسلمين، فبعث إليه ابنُ عمر منصور بنَ جمهور في


(١) في (خ) و (د) (والكلام منهما): غرضًا. والمثبت من "تاريخ" الطبري ٧/ ٣٢٠، و"تاريخ دمشق" ص ٦٢ (جزء فيه ترجمة عاصم- طبعة مجمع دمشق).
(٢) في "تاريخ" الطبري: رمى للقوس في الكفّ.
(٣) في المصدرين السابقين: فإن تَكُ أحزانٌ وفائضُ عَبْرَةٍ.
(٤) في "تاريخ دمشق" ص ٦٣: أثَرْنَ.
(٥) في المصدرين السابقين: منقعا.
(٦) في المصدرين السابقين: فأعظم.
(٧) أورد المبرّد في "الكامل" ٣/ ١٣٧٩ البيتين الثالث والرابع بنحوهما.
(٨) بنحوه في "الاستيعاب" ص ٥٧٥ (ترجمة عاصم بن عمر بن الخطاب) وأورد فيه ابنُ عبد البَرّ البيت الأخير. وذكر ابنُ حجر في "الإصابة" (ترجمة عاصم أيضًا) أن ابن عمر تمثَّل بقول متمّم بن نُوَيرة: فليت المنايا كُنَّ خلَّفْنَ مالكًا … فقال ابنُ عمر: كُنَّ خلَّفن عاصمًا.
(٩) بعدها في "تاريخ" الطبري ٧/ ٣٢٠: وكان يأمل أن يقتلَه، فقتله عبدُ الله بنُ علي بن عبد الله بن عباس بن عبد المطلب.