للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مروان، فخرجَ على القادسية، وبلغ مِلْحانَ أمرُه (١)، فخرج في إثره، واقتتلُوا، فهزمَه عطيَّة، وألحقَه بالكوفة. وسار إلى مروان، فكانَ معه (٢).

وقيل: إنه قتل مِلْحان.

ولمَّا مات ابنُ بَهْدَل وبايعتِ الشُّرَاةُ الضَّحَّاك؛ أقامَ بشَهْرَزُور (٣)، وثابَتْ إليه الصُّفْرِيَّة من كلِّ وَجْه حتى صار في أربعة آلاف، ولم يجتمع مثلُها لخارجيٍّ قبلَه. وقُتل الوليد، ونزلَ مروانُ من أرمينية إلى الجزيرة، ووَلَّى على العراق النَّضْرَ بنَ سعيد وكان من قُوَّاد ابنِ عُمر [فشخصَ إلى الكوفة، ونزل ابنُ عمر الحِيرَةَ، فاجتمعت المُضَريَّة إلى النَّضْر، واليمانية إلى ابن عمر] (٤) فقاتَلَه أربعة أشهر.

[ثم] أمدَّ مروانُ النَّضْرَ بعبَّاد بن الغُزَيِّل (٥)، وأقبل الضَّحَّاك يريد الكوفة، فأرسلَ ابنُ عُمر إلى النَّضْر: إنَّ الضَّحَّاك لا يريدُ غيري وغيرَك، فلنجتمع عليه. فتعاهدا على ذلك.

ونزل ابنُ عمر الكوفةَ، فكان يصلِّي بأصحابه في المسجد ناحية، ويصلِّي النَّضْر بأصحابه ناحية (٦).

وجاء الضَّحَّاك فنزل النُّخَيلَة في رجب هذه السنة (٧)، فاقتتلوا أيامًا وقَتلَ البِرْذَوْنُ بنُ المورِّق الشيبانيُّ من أصحاب الضَّحَّاك عاصمَ بنَ عمر، فدفَنَه بنو الأشعث بن قيس في دارهم، وقَتَلُوا جماعةً من أصحابِ ابنِ عُمر والنَّضْر. وانهزمَ ابنُ عمر في أصحابه إلى واسط، وهربَ أعيانُهم، وحزنَ ابنُ عمر على أخيه حُزنًا عظيمًا ورَثَاه فقال:


(١) في المصدر السابق: ممرُّه.
(٢) الخبر في "تاريخ" الطبري ٧/ ٣١٧ - ٣١٨.
(٣) هذه رواية أخرى للخبر -وهي رواية أبي عُبيدة مَعْمَر- كما في "تاريخ" الطبري ٧/ ٣١٨. ولم يفصل المختصر (أو المصنّف) بينهما.
(٤) ما بين حاصرتين من المصدر السابق.
(٥) لم يذكر المختصِرُ في الرواية السابقة أنَّ مروان أمدَّ النَّضْر بعبَّاد. وذكره هنا، وهو ثابتٌ في الروايتين كما في "تاريخ" الطبري ٧/ ٣١٧ و ٣١٨. ولفظة "ثم" السالفة بين حاصرتين منه.
(٦) في المصدر السابق: كان ابنُ عمر يصلّي في مسجد الأمير بأصحابه، والنَّضْر بنُ سعيد في ناحية الكوفة يصلّي بأصحابه.
(٧) يعني سنة سبع وعشرين.