للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وروى عنه عبدُ الله بنُ الإمام أحمد أنَّه كان يقول: لقد هممتُ أن آمُرَ إذا مِتُّ أنْ أُغَلَّ، فألقى اللهَ مغلولًا كما يُفعل بالآبق، فإذا قال لي: لمَ فعلتَ هذا؟ فأقول: يا ربّ، لم أرضَ لك نفسي طَرْفَةَ عين (١).

قال: وقرأ يومًا قاريءٌ في مجلسه: ﴿إِذَا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ زِلْزَالهَا﴾ فجعل مالكٌ ينتفض، وأهلُ المجلس يبكون ويصرخون، وغُشِيَ على مالك، فحُمل إلى منزله صريعًا (٢).

وروى أبو نُعيم أن رجلًا قال لمالك بن دينار: يا مُرائي، فقال: لي بالبصرة كذا وكذا سنة، ما عرفَ اسمي غيرك (٣).

وروى ابن أبي الدنيا عن مالك بن دينار أنَّه قال: لو وقف إنسان على باب المسجد وقال: ليخرجْ إلي شرُّكم؛ لبادرتُ إليه.

ذكر نبذة من كلامه وواقعاته:

حكى أبو نُعيم بإسناده إلى سيَّار، عن جعفر قال: سمعتُ مالكًا يقول: ما تنعَّمَ المتنعّمون بمثل ذكر الله تعالى (٤).

وسمعته يقول: يا حملة القرآن، ماذا زرعَ القرآنُ في قلوبكم؟ فإنَّ القرآن ربيعُ المؤمن، كما أن الغيثَ ربيعُ الأرض، وقد ينزل الغيث من السماء فيصيب الحُشَّ، فتكون فيه الحبة فلا يمنعُ نتنُ موضِعِها أن تهتزَّ وتخضرَّ وتحسن، أين أصحابُ سورة؟ أين أصحاب سورتين؟ ماذا عملتُم فيها (٥)؟

وروى عبد الله بن الإمام أحمد أنَّ مالكًا كان يقول: يتزوَّج أحدُكم ديباجة الحيّ، فتأخذُ بقلبه، فيقول لها: أيَّ شيءٍ تريدين؛ فتقول: مِرْطًا من كذا وكذا، فتَمْرَطُ دينَه، ولو تزوَّج يتيمةً ضعيفة، فكساها وأطعَمَها؛ كان له أجرٌ؛ لكان خيرًا له (٦).


(١) حلية الأولياء ٢/ ٣٦١، وتاريخ دمشق ٦٦/ ٩٢ و ٩٣، وصفة الصفوة ٣/ ٣٧٤.
(٢) صفة الصفوة ٣/ ٣٧٩ - ٣٧٠.
(٣) بنحوه في "حلية الأولياء" ٨/ ٣٣٩، و"تاريخ دمشق" ٦٦/ ٧٤، و "صفة الصفوة" ٣/ ٣٨٧.
(٤) حلية الأولياء ٢/ ٣٥٨، وصفة الصفوة ٣/ ٢٧٣.
(٥) حلية الأولياء ٢/ ٣٥٨ - ٣٥٩، وصفة الصفوة ٣/ ٢٧٣ - ٢٧٤.
(٦) حلية الأولياء ٢/ ٣٨٠، وصفة الصفوة ٣/ ٢٧٤ - ٢٧٥. ووقع في (ص): كان له أجرًا كان خيرًا له.