للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

معاوية، وقيل: هو العبَّاس بن محمَّد بن عبد الله بن يزيد بن معاوية- وقالوا: هذا هو السُّفياني الذي وُعدنا به في الملاحم، وكان أبو الورد متولِّي الأمر.

والتَقَوْا بمَرْج الأَخْرم، ومع عبد الله أخوه [عبدُ الصمد، و] (١) حُميد بن قحطبة، وجماعة من القُوَّاد، واقتتلُوا أيَّامًا، وفي كلِّ يوم يظهر عليهم أبو الوَرْد ويكشفُهم، فكان آخِرُ أمرهم أنَّ عبدَ الله ومَنْ معه استقتلُوا، وكذا أبو الوَرْد ثبت في خمس مئة من أهله وفرسانه، فكانت الدَّبَرَة على أبي الوَرْد، فقُتل هو والخمسُ مئة، وهربَ السُّفْياني ومَنْ معه من الكلبيَّة إلى تدمر، وأطاع أهلُ قِنَّسْرِين عبدَ الله وبايعوه، وعاد عبدُ الله إلى دمشق، فلم يقاتلوه، فأمَّنهم، وبايعوه، ولم يؤاخذهم بما كان منهم.

وهرب السُّفياني من تدمر إلى الحجاز، فبعثَ إليه زيادُ بنُ عُبيد الله (٢) الحارثيُّ خيلًا فقاتلوه فقتلُوه وأخذُوا ابنَينِ له أسيرين وبعث زياد برأس أبي محمَّد وابنَيه إلى أبي جعفر في خلافته، فأمرَ بتخليتهما ولم يقتلهما (٣).

وكانت وقعةُ أبي الوَرْد يومَ الثلاثاء آخر ذي الحجة (٤).

وقيل: جُرحَ أبو الوَرْد، فحُمل إلى أهله فمات (٥).

وقال البلاذُريّ (٦): كان ببالِس ابنةٌ لمسلمة بن عبد الملك، فخطبَها عاملٌ لعبد الله بن عليّ من أهل خُراسان، فتعلَّلَتْ عليه ومَاطَلَتْه، وكتبَتْ إلى أبي الوَرْد تستجيرُ به، فخرج أبو الوازع أخو أبي الوَرْد في جماعة، فأتَوْا بالِس والعاملُ في الحمَّام، فدخلُوا عليه فقتلُوه، ولحقَ بهم أبو الوَرْد، ودعا الناس، فأجابوه من قيس وغيرها سبعةُ آلاف (٧).


(١) ما بين حاصرتين زيادة ضرورية من عندي، وينظر "أنساب الأشراف" ٣/ ١٩١، و "تاريخ" الطبري ٧/ ٤٤٥.
(٢) قوله: بن عبيد الله، من "تاريخ" الطبري ٧/ ٤٤٥، ولم تجوَّد اللفظة في (خ) و (د) وجاء رسمها فيهما: بن عريد. وينظر "أنساب الأشراف" ٣/ ١٩١، ووقع في "الكامل" ٥/ ٤٣٤: بن عبد الله، وهو خطأ.
(٣) تاريخ الطبري ٧/ ٤٤٥. وأبو محمَّد هو السُّفياني.
(٤) بنحوه في المصدر السابق، وبعده زيادة: سنة ثلاث وثلاثين ومئة.
(٥) المصدر السابق.
(٦) في "أنساب الأشراف" ٣/ ١٩٠.
(٧) كذا. وهي لغة. واللغة الأفصح: وأجابه … كما هو في "أنساب الأشراف" ٣/ ١٩٠.