للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وبلغ السفيانيَّ، فتداخلَه الطمع وقال: أنا الموعودُ به في الملاحم أنه يَرُدُّ دولةَ بني أمية، فنزل دَير حنينا، ووافقَه أبو الورد.

وبلغَ عبدَ الله وهو بنهر أبي فُطْرُس، فقَتَلَ جميع من كان معه من بني أمية ومن يهوَى هواهم، ووجَّه عبدَ الصمد إلى السُّفياني في سبعة آلاف وهو بقِنَّسْرِين، فاقتتلوا، فانهزمَ الناسُ عن عبد الصمد حتى أتَوْا حمص، وعاد عبد الصمد، فنزلَ على أربعة أميال منها، وجاء عبد الله من الأردنّ (١)، فاجتمع ناحية، وجاء السُّفياني إلى مَرْج الأخرم وعلى ميمنته أبو الورد، وعلى ميسرته الأصبغ بن ذُؤالة الكلبي، واقتتلوا، فانهزم أبو الوَرْد وجُرح، فمات قبل أن يصل إلى أهله، وهربَ السُّفياني في البرِّيَّة حتى أتى المدينة وعليها زياد بنُ عُبيد الله الحارثي، فاختبأ في دار، فأخرجوه منها، فقاتل، فقتلوه وقتلوا ابنَه وصلبوهما (٢).

وقيل: إنما قُتل السفيانيّ في أوَّل خلافة المنصور (٣).

وفيها خلعَ أهلُ الجزيرة أبا العباس وبَيَّضُوا لمَّا بلغهم خروجُ أبي الوَرْد والسُّفيانيّ، وكان بحرَّان يومئذ موسمى بنُ كعب في ثلاثة آلاف، فحصروه، وقدم عليهم إسحاق بنُ مسلم (٤) من أرمينية -وكان من عمَّال مروان- فقدَّمَه أهلُ الجزيرة عليهم، وأقاموا يقاتلون موسى بن كعب نحوًا من شهرين، فبعث أبو العبَّاس أخاه أبا جعفر، فجعل طريقه على الفرات، فغلَّق أهلُ قَرْقيسيا والرَّقة والبلاد الفراتيَّةُ الأبواب في وجهه، ولبسوا البياض، فلمَّا وصلَ إلى حرَّان سار إسحاق إلى الرُّها -وقيل: كان هذا في سنة ثلاث وثلاثين ومئة- وقاتلَهم أبو جعفر، فهزَمَهم، وخرج إليه موسى بنُ كعب، وجاء بكَّار بن مسلم (٥)، فانضمَّ إلى أخيه إلممحاق بالرُّها، ومضى إسحاق إلى سُمَيسَاط، وأقام بكَّار بالرُّها، وجاء إليه أبو جعفر فقاتلَه، فكانت بينهم وقعات.


(١) في "تاريخ" الطبريّ ٧/ ٤٤٥: وأقبل عبد الله بن علي بنفسه فنزل على أربعة أميال من حمص وعبد الصمد بن علي بحمص. وكتب عبد الله إلى حُميد بن قحطبة، ققدم عليه من الأردنّ. وينظر أيضًا "أنساب الأشراف" ٣/ ١٩١.
(٢) أنساب الأشراف ٣/ ١٩١.
(٣) المصدر السابق.
(٤) في (خ) و (ب): إسحاق بن موسى بن إبراهيم، وهو خطأ، والتصويب من "تاريخ الطبري" ٧/ ٤٤٧.
(٥) في (خ) و (د): بكار بن موسى، وهو خطأ. والتصويب من المصدر السابق.