للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

المؤمنين، أسعدك [الله] في أمورك كلِّها، نحن بناتُ عمِّك وأخيك (١)، فليَسَعْنا من عَفْوكم ما وَسِعَكُم من جَوْرِ أسلافنا. فقال صالح: ألم يقتل يزيدُ الحُسينَ بنَ عليّ ومعه ثمانيةَ عشرَ من ولد عليّ بن أبي طالب؟! ألم يُخرج حُرَمَ رسولِ الله وبناتِه وأهلَه سبايا على أقتاب الجمال بارزاتٍ كاشفاتٍ رؤوسَهنَّ، مُوثقات لا وطاء تحتهنّ، ولا غطاءَ فوقهنَّ؟! ورأسُ الحسينِ يُطافُ به في البلدان على قَناة كأنَّه رأسُ بعض الكفَّار؟! أما أوْقَفَ بناتِ رسول الله موقف السبايا يتصفَّح وجوهَهنَّ أهلُ الشام، ويطلبون منه أن يهبَ لهم بعضهم؟! ألم يضرب ثنايا ابنِ رسول الله ؟! ألم يقتل هشامٌ زيدَ بنَ عليّ وصلَبَه مدَّة سنتين، ثم أحرقه ونسفَه في التراب؟! ألم يقتل الوليدُ بنُ يزيد ولدَه يحيى، وفعلَ به كما فعل هشام بأبيه؟! ألم يقتل أبوك أخي إبراهيم؟! ألم، ألم … وعدَّد هناتِ بني أمية. فقالت: يا عمّ، إنَّ الله سبحانه يقول في كتابه الكريم الذي أنزله على رسوله: ﴿أَلَّا تَزِرُ وَازِرَةٌ وزْرَ أُخْرَى﴾ ﴿وَأَنْ لَيسَ لِلْإِنْسَانِ إلا مَا سَعَى﴾ ولم نفعل ممَّا ذكرتَ شيئًا ولا أردناه، إنما ينبغي أن يقابل الظالم، لا المظلوم. فقال صالح: قد وسعكم عفونا، فإنْ شئتِ زوَّجتُك الفضلَ بنَ صالح، أو رددتُكم إلى حرَّان. فقالت: تَرُدُّنا إلى حرَّان. فقال: أفعل (٢).

وعاش مروان سبعًا وخمسين سنة، وقيل: اثنتين وستين، وقيل: تسعًا وستين، وكانت مدة ولايته منذ بُويع إلى أن قُتل خمس سنين وعشرة أشهر وستة عشر يومًا (٣).

ذكر أولاده:

كان له من الولد عبدُ الله، وعُبيد الله، وعبدُ الملك -وبه كان يكنى، وهو أكبر ولده- ومحمد، وعبد العزيز، وأبان، ويزيد، وأبو عثمان، وعبد الغفَّار (٤).

والمشهور من ولده عبدُ الله وعُبيدُ الله؛ خرجا هاربَيْنِ إلى الحبشة.


(١) في "مروج الذهب" ٦/ ٧٨ (والخبر فيه بنحوه): نحن بناتك وبنات أخيك وابن عمِّك.
(٢) ينظر "مروج الذهب" ٦/ ٧٨ - ٨٠، و"الكامل" ٥/ ٤٢٧ - ٤٢٨.
(٣) تاريخ الطبري ٧/ ٤٤٢. وينظر "العقد الفريد" ٤/ ٤٦٩، و"مروج الذهب" ٦/ ٤٧ - ٤٨.
(٤) العقد الفريد ٤/ ٤٦٩، وجمهرة أنساب العرب ص ١٠٧. وذكر البلاذري في "أنساب الأشراف" ٧/ ٥٦٢ عن أبي اليقظان أنه لا يُعلم لمروان ولد غير عبد الله وعُبيد الله وعبد الملك وعبد الغفار.