للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسلم قبل أبي جعفر، فازداد حَنَقًا عليه، ولما عاد من الحج نزل أبو مسلم بذات عِرْق، ونزل أبو جعفر ببستان ابن عامر، فجاء الخبر بوفاة أبي العباس وولايته بعدَه، ومن بعده عيسى بنُ موسى، وأنَّ عيسى هو الذي أخذ البيعة لأبي جعفر.

وقال الهيثم: لما أخذ البيعةَ له عيسى بنُ موسى في اليوم الذي مات فيه أبو العباس كتب إليه يخبره بذلك، وبعث بالكتاب مع محمد بن الحُصَين العَبْديّ، فالتقى أبا جعفر بمكان يقال له: ضُفينة (١)، فتفاءل أبو جعفر، وقال: صفا لنا أمرُنا. وقيل: بمكان يقال له: ذلة (٢)، فقال: ذل لنا الأمرُ، فأرسل إلى أبي مسلم يقول له: قد حدَثَ أمرٌ، فأسرع إليَّ، فجاءه، فألقى إليه الكتابَ، فلما قرأه بكى واسترجع، ونظر إلى أبي جعفر، فرآه قد جَزعَ جزعًا شديدًا، فقال له: تأتيك الخلافةُ وتجزع؟ فقال: أخاف شر عبد الله بن عليٍّ، وشيعة (٣) عليّ، فقال: لا بأس عليك، أنا أكفيكَ أمرَه؛ لأنَّ عامة مَنْ معه من خراسان، وهم لا يعصوني، فسُرِّي عن أبي جعفر، وبايعه أبو مسلم، ثم قَدِما الكوفة.

* * *


(١) كذا في (د) و (خ)، وهو موافق لما في مختصر تاريخ دمشق ١٣/ ٣١٣، وفي الطبري ٧/ ٤٧١، وتاريخ اليعقوبي ٢/ ٣٦٤: الصُّفَيَّة. وانظر معجم البلدان: ٣/ ٤١٥.
(٢) في تاريخ الطبري ٧/ ٤٧١، وتاريخ اليعقوبي ٢/ ٣٦٤: زَكِية. وانظر معجم البلدان ٣/ ١٤٦.
(٣) في (د): وشغبه. والمثبت موافق لما في الطبري ٧/ ٤٧٢.