للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

دينار، فهو الذي تلبسه الخلائف.

ذكر أولاده:

كان له من الولد محمَّد، والعباس، وعلي، وإبراهيم، وإسماعيل، ورَيطة، درَجَ الأربعةُ، ولم يبق سوى محمَّد ورَيطة، وأمُّ الجميع أمُّ سلمة بنتُ يعقوب بن سلمة بن عبد الله بن الوليد [بن الوليد] (١) بن المغيرة المخزوميّ، ولم يتزوّج غيرَها، وكانت قبله عند عبد العزيز بن الوليد بن عبد الملك، فمات عنها، فتزوّجها أبو شاكر مَسْلَمة بنُ هشام بن عبد الملك، فطلّقها لما شَكَتْه إلى العباس بن الوليد بالرّصافة، وقالت: إنه يشربُ الخمر، فقال له العباس: ويحك! أبوك يرشِّحك للخلافة وتشرب الخمر؟! فطلَّقها. وأُمّها هند بنتُ عبد الله بن جبَّار بن سُلْمى بن مالك بن جعفر بن كِلاب.

اجتازت بالحمّة لما طلّقها مَسْلَمة وهي تريد فلسطين، تعرَّضت للسفاح فقال: ليس عندي مال، فأرسلت إليه تسع مئة [دينار] (٢) فتزوَّجها عليها، ولما ولي الخلافَة ما كان يقطعُ أمرًا دونها، وغلبَتْ عليه، وكانت من عقلاء النساء.

ولما توفي أبو العباس خطبَها إسماعيل بنُ عيسى، فغضب أبو جعفر وقال: أيرتقي مرتقى أمير المؤمنين؟! وتهدَّدَه، فأعرض عنها.

ولما مات أبو العباس حزنتْ عليه حزنًا شديدًا، فدخل عليها أبو دُلامة ليعزّيها، فبكى عندها، وقال: [من الكامل]

إن أجملوا في الصبر عنكَ فلم يكن … صبري على جَزَعي عليك جميلا

يجدون عنك خلائفًا وأنا امرؤٌ … لو عشت دهري ما وجدتُ بديلا

إني سألتُ الناس بعدكَ كلَّهم … فوجدتُ أجودَ من سألتُ بخيلا

فقالت له أمّ سلمة: يا أبا دُلامة، ما أُصيب بأمير المؤمنين غيري وغيرك، فقال: يا سيدتي، لا أنا ولا أنت سواء، أنتِ لك منه أولاد تتسلَّين بهم، وأنا ما لي منه ولد، فضحكت، وقالت: ما تدعُ أحدًا إلا وتضحكُه، ولم تكن ضحكتْ قبل ذلك (٣).


(١) ما بين حاصرتين من (د)، وأنساب الأشراف ٣/ ٢٠٣.
(٢) ما بين حاصرتين من (د).
(٣) الأغاني ١٠/ ٢٥٥، و"التذكرة الحمدونية" ٤/ ٢٨٧.