للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قال: فأخبرني عن كتابك إلى نائِبك بالري تقول: إذا قدم عليك عبد الله بن محمَّد فأشخصهُ إلي، أما كان لي ما أخاطَبُ به إلا عبدَ الله بن محمَّد؟ قال: إني وجدت الله تعالى يقول ﴿مُحَمَّدٌ﴾ في حقّ نبيّه، وقال في حق عدوه: ﴿تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ﴾، فسمَّى نبيَّه باسمه وكنى عدوه.

قال: فأخبرني بهوانك بنا حين قدمنا عليك واستخفافك، فقال: ما قصدتُ إلا إقامة الهيبة لأذل أعداءكم.

قال: فأخبرني عن ادعائكَ أنَّك ابنُ سليط، ومقصودُك الخلافة، فقال: والله ما فعلتُه، وكيف أنتسبُ إلى غير أبي؟

قال: فخطبتُك أمينة بنت علي بن عبد الله؟ قال: كذبُوا عليّ، وأنا بكفء لها (١)!

قال: فأخبرني عن تقدُّمك إيَّاي في الحجّ، قال: كرهتُ اجتماعنَا على المياه، فنضرَّ بالناس.

قال: فجاريةُ عبد الله بن علي، أردتَ أن تسبيها؟ قال: لا والله، بل ضربتُ عليها قبَّةً، ووكلتُ بها من يحفظُها خوفًا عليها من مغيرة الجيش.

قال: فأخبرني عن ستِّ مئة ألف من المسلمين قتلتهم صبرًا. قال: لتستقيمَ دولتُكم.

قال: فلم أردتَ أن تذهبَ إلى خراسان مخالفًا عاصيًا؟ قال: دخلكَ منّي شيءٌ، فأردتُ المقام هناك وأكتب إليك بعذري.

قال: فأخبرني عن نصلين أصبتَهما في متاع عبد الله بن علي، فقال: هذا أحدهما، ثم سلَّه وناولَه إياه، فهزَّه أبو جعفر، وجعلَه تحت فراشه، وقال له: ما تقول فيمن سلَّ على مولاه سيفًا؟ قال: يقتل به، قال: فقد سللتَه، قال: ما سللته عليك، بل لك.

ثم أخذَ أبو جعفر يعدِّدُ عليه الجنايات، فقال له أبو مسلم: لا تدخلنَّ على نفسك، فقدرِي أصغرُ من أن يبلغَ ما ذكرت. فلما ألحَّ عليه قال: دع عنك هذا، واذكر صنيعي معكم، فما أخافُ إلا الله تعالى، فغضبَ أبو جعفر وقال: يا ابنَ اللخناء إنما كان ذلك بريح دولتنا، ولو كانت أمَةٌ مكانك لفعلَت أعظم ما فعلت، وضربَه بعمودٍ كان في يده، ثم صفَّقَ، فخرجوا عليه فضربوهُ بأسيافهم، فلم تغنِ شيئًا، فقال أبو مسلم ودنا منه:


(١) كذا.