الصُّواع؟ فقال بنيامين: بل بنو راحيل لا يزال بهم منكم البلاء، ذهبتم بأخي فاهلكتموه في البرية، وضَعَ الصُّواع في رحلي الَّذي وضع الدراهم في رحلكم.
ثم قالوا ليوسف: ﴿إِنْ يَسْرِقْ فَقَدْ سَرَقَ أَخٌ لَهُ مِنْ قَبْلُ﴾ [يوسف: ٧٧] واختلفوا في ذلك على أقوال:
أحدها: أن يوسف أخذ صنمًا كان لجده أبي أمه فكسره والقاه في الطريق، قاله سعيد بن جبير وقتادة.
والثاني: إن أمَّه أمَرته أن يسرق صنمًا لخاله كان يعبده، وكانت مسلمة، قاله ابن جريج.
والثالث: أنَّه جلس يومًا مع إخوته على طعام فأخذ يوسف عرقًا فخبَّأه فعيَّروه، قاله الربيع.
والرابع: أن سائلًا جاءه فسرق بيضةً من البيت فدفعها إليه فعيَّروه بها.
والخامس: إنما كانت دجاجة دفعها إلى السائل، قاله سفيان بن عيينة.
والسادس: أنَّه سرق عَنَاقًا فدفعها إلى السائل، قاله كعب.
والسابع: أنَّه كان يخبأ من المائدة طعامًا للفقراء، قاله وهب.
والثامن: أنَّه كان مع أبيه عند خاله لابان فأخذ تمثالًا صغيرًا من ذهب، قاله زيد بن أسلم.
والتاسع: أن أول ما دخل من البلاء على يوسف أن أمه لما وضعته رفعه يعقوب إلى أخته بنت إسحاق فأقام عندها حتَّى ترعرع وأحبته حبًّا شديدًا، فطلبه يعقوب منها فقالت: لا صبر لي عنه فَدَعْهُ عندي أيامًا، وعمدت إلى منطقة كانت لإسحاق يتوارثونها بالكبر، وكانت أكبر ولد إسحاق، فشدَّتها على وسطه تحت ثيابه، وكان من سنَّتهم أنَّ السارقَ يُسْتَرقُّ بسرقته، فلما جاء يعقوب يطلبه قالت: فقدتُ المنطقةَ، ثم وضعت مَنْ كَشَفَ ثيابَ يوسف فظهرت المنطقة، فأخذته، فلم يقدرْ عليه يعقوبُ حتَّى ماتت أخته، قاله ابن عباس وابن أبي نجيح والضحاك ومجاهد (١). وهذا المثل السائر: