للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فقال أبو جعفر: أذكرتِنيه، ثم أمر به فحُدر إلى المُطْبِق، فكان آخر العهد به، والمطبق بغداد.

والصحيح أنه مات بالكوفة بالهاشمية في سنة خمس وأربعين ومئة، وعمره خمس وسبعون سنة، وقيل: اثنتين وسبعين سنة.

وكانت له أحاديث؟ قال حفص بن عمر مولاه: رأيتُ عبد الله يتوضأ ومسح على خُفَّيه، فقلت له: أتمسح؟ قال: نعم، قد مسح عمر بن الخطاب ، ومَن جعل عمر بينه وبين الله فقد استوثق لنفسه.

وذكر عبد الله يومًا مقتل عثمان فبكى حتى بلَّ لحيتَه وثوبَه.

وقال عبد الله: إياك ومعاداة الرجال؛ فإنك لن تَعدم مكرَ حليم، ومفاجأة لئيم.

وقال: المِراء يفسد الصداقةَ القديمة، ويحلُّ العُقَد الوثيقة.

وقيل له: إن فلانًا غيَّرته الولاية، فقال: مَن ولي ولاية أكبر منه غيَّرتْه، وإن كانت نفسُه أكبر منها لم تغيره.

وولد له جماعة من الأولاد وجميعهم من الطبقة الخامسة من أهل المدينة.

وقال الواقدي: وَلَدت هند بنت أبي [عبيدة بن عبد الله بن] زَمْعَة موسى بن عبد الله وهي بنت ستين سنة، ولا يُعلم امرأة وَلدت لستين سنة إلا قرشية، ولا لخمسين إلا عربية (١).

وقال محمد بن حكيم: حبسه أبو جعفر قبل خروج إخوته، ثم أطلقه فخرج معهما، فظفر به، فضربه ألف سوط ولم ينطق، فعجب أبو جعفر وقال. لقد عجبت من صبر هؤلاء، فما بال هذا الغلام الذي لم تره عينُ الشمس؟ وسمعه موسى فقال: [من الكامل]

إني من القوم الذين يَزيدُهم … جَلَدًا وصَبْرًا جَفوَةُ السُّلطانِ (٢)

وكان فاضلًا شاعرًا، كتب إلى زوجته أم سلمة بنت محمد بن طلحة بن عبد الله بن عبد


(١) نسب هذا القول في الأغاني ١٦/ ٣٦٠، وتاريخ بغداد ١٥/ ١٣، وتاريخ دمشق ١٧/ ٢٨٣ (مخطوط) إلى الزبير بن بكار، وانظر طبقات ابن سعد ٧/ ٥٤٠، ونسب قريش ص ٥٣، وأنساب الأشراف ٢/ ٤٠٤، ٤٥٠، والتبيين ص ٢٧٩، وما بين معكوفين من هذه المصادر.
(٢) تاريخ دمشق ١٧/ ٢٨٤.