في المنام، فقلت له: من أينَ أقبلت؟ قال: من عند ربِّ العزَّة، أنصفَني من سفيانَ الثوري.
وروى شبابة بن سوار عن أبيه قال: رأيتُ أبا حنيفة في المنام في حالةٍ حسنة، فقلت: ما فعلَ الله بك؟ قلت (١): غفرَ لي، قلت: بالعلم؟ فقال: هيهات: إنَّ للعلم آفات، وإنَّما غفرَ لي بقول الناس فيَّ ما لم يعلمه الله منِّي.
وقال القاضي الصيمري: ومن مدائح ابنِ المبارك في أبي حنيفة هذه الأبيات: [من الوافر]
لقد زانَ البلادَ ومن عليها … إمامُ المسلمين أبو حنيفَهْ
بآثارٍ وفقهٍ مع حديثٍ … كآيات الزبورِ على صحيفَهْ
فما في المشرقينِ له نظيرٌ … ولا في المغربين ولا بكوفَهْ
رأيتُ العائبين له سِفاها … خلاف الحقِّ مع حُججٍ ضعيفَهْ
يبيتُ مشمِّرًا سهرَ الليالي … وصامَ نهارَه لله خيفَهْ
وصانَ لسانَه عن كل إِفْكٍ … وما زالتْ جوارحه عفيفة
يعف عن المحارم والملاهي … ومرضاةُ الإلهِ له وظيفهْ
فمن كأبي حنيفةَ في نداهُ … لأهل الفقر في السنةِ الجحيفَهْ
وكيف يحل أنْ يؤذَى فقيهٌ … له في الدين آثارٌ شريفَهْ
وقد قال ابنُ إدريسٍ مقالًا … صحيح النقل في حِكَمٍ لطيفَهْ
بأنَّ الناس في فقهٍ عيالٌ … على فقهِ الإمام أبي حنيفَهْ
وقيل فيه أشعار كثيرة.
وروى الخطيب عن أحمد بن الحسن الترمذي قال: رأيتُ رسولَ الله ﷺ في المنام، فقلت: يا رسول الله، ما ترى ما الناس فيه من الاختلاف؟ فقال: في أي شيء؟ فقلتُ: فيما بين أبي حنيفة ومالك والشافعي، فقال: أمَّا أبو حنيفة فما أدري من هو، وأمَّا
(١) فوقها في (خ): كذا، وبالهامش: لعلها: قال.