للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقال أبو الفرج الأصبهاني: قال أشعب: كانت أمِّي تغري بين أزواجِ رسول الله ، وأنَّ النبيَّ دعا على أم أشعب فماتت (١).

وامرأة أشعب: بنتُ وردان الَّذي بنى قبر رسول الله حين هدمَ الوليدُ بن عبد الملك المسجد على يد عمر بن عبد العزيز (٢).

وكان أشعب قد تعبَّدَ وقرأ القرآن وتنسَّك وروى الحديث، وكان حسنَ الصوت بقراءة القرآن، وربَّما صلى بهم في المسجد، وله أخبارٌ مستطوفة.

ذكر طرف من أخباره:

قال الخطيب بإسناده إلى أبي العباس الكاتب قال: قيل لأشعب: طلبتَ العلمَ، وجالستَ الناس، ثمَّ تركت، فلو جلست لنا فسمعنا منك؟ فقال: نعم، فجلسَ لهم، فقالوا له: حدثنا، فقال: سمعت عكرمةَ يقول: سمعتُ ابن عباس يقول: سمعتُ رسول الله يقول: "خَلَّتان لا تجتمعان في مؤمن" ثم سكت، قالوا: وما هما؟ قال: نسي عكرمةُ واحدة، ونسيت أنا الأخرى (٣). فضحكُوا وانصرفوا.

وقال الهيثم بن عدي: مرَّ أشعب برجلٍ يعملُ طبقًا، فقال: اعمله واسعًا؛ لعلَّهم يهدونَ إلينا فيه شيئًا.

قال: وقال أشعب: ما خرجتُ في جنازةٍ فرأيتُ اثنين يتشاوران (٤)، إلَّا ظننتُ أنَّ الميتَ قد أوصى لي بشيء.

وقال سليمان الشاذكوني: كان لي ابنٌ في المكتب، وأشعبُ جالس عند المعلم، فقرأ: ﴿إِنَّ أَبِي يَدْعُوكَ﴾ [القصص: ٢٥] فقام أشعب ولبس نعليه، وقال: امشى بين يدي، قال: فقال: إنَّني إنَّما أقرأ حزبي، فقال: قد عجبت أنَّك تفلح أنت وأبوك.

وحكى الزبير بن بكار قال: كان سالم بن عبد الله بن عمر يستخفُّ أشعب ويضحك منه، فخرج يومًا سالمٌ إلى بستان له بظاهر المدينة ومعه حرمه وأهله يتنزَّه، وعلم به


(١) الأغاني ١٩/ ١٣٥.
(٢) الأغاني ١٩/ ١٣٧.
(٣) تاريخ بغداد ٧/ ٥٠٤.
(٤) في تاريخ بغداد ٧/ ٥٠٩: يتسارَّان.