للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وكان حمَّاد قد شبَّب بزينب بنت سليمان بن علي أخت محمد بن سليمان ومن قوله فيها. [من مجزوء الكامل]

إنِّي أحبُّكِ فاعلمي … إن لْم تكوني تعلمينَا

حبًّا أقلُّ قليله … كجميعِ حبِّ العالمينَا (١)

فطلبه أخوها محمد بن سليمان، فالتجأ إلى محمد بن السفاح، فلمَّا هلك ابن السفاح استجار عجرد بقبرِ سليمان، فقال محمد: والله لأبلنَّ قبرَ أبي سليمانَ من دمِه، فهرب إلى بغداد فاستجار بأبي جعفر المنصور فأجاره، وقال له: اهجُ محمدًا فهجاه، فبعث إليه محمد من اغتاله فقتله (٢).

وقيل: إنَّما خرج من الأهواز يريد البصرة، فمرض فمات في طريقه، فدفن على تلٍّ هناك، فلمَّا قَتَل المهديُّ بشارًا في الزندقة بالبطيحة، حُمِلَ فدفن على عجرد، فمرَّ بهما أبو هشام الباهلي، فكتب على القبرين: [من السريع]

قد تبع الأعمى قفا عجردٍ … فأصبحَا جارينِ في دارِ

صارا جميعًا في يدي مالكٍ … في النار والكافرُ في النَّارِ

قالت بقاعُ الأرض لا مرحبًا … بقُربِ حمَّادٍ وبشَّارِ (٣)

قال: وكان بشار لَمَّا بلغه مرضُ حمادٍ قال: [من السريع]

لو عاش حمَّادٌ لَهونَا به … لكنَّه صارَ إلى النارِ

قال ومن شعر حماد: [من البسيط]

إن الكريم لتخفى عنك عسرتُه … حتَّى تراهُ غنيًّا وهو مجهودُ

بُثَّ النوال ولا يمنعكَ قلَّتهُ … فكلُّ ما سدَّ فقرًا فهو محمودُ

وللبخيلِ على أمواله عِلَلٌ … زرقُ العيون عليها أوجهٌ سودُ (٤)

وقيل: إنَّ حماد عجرد مات سنة ثمان وستين، والأصح أن محمدَ بن سليمان قتلَه


(١) في الأغاني ١٤/ ٣٥٦ أنَّه قالها في جوهر جارية ابن عون.
(٢) انظر الأغاني ١٤/ ٣٧٨ - ٣٨٠.
(٣) الأغاني ١٤/ ٣٨٠ - ٣٨١.
(٤) المنتظم ٨/ ٢٩٧.