للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

واختلفوا في اسمه، والمشهور زند بنون، وأبوه اسمه الجون. وقيل: اسم أبي دلامة زيد، بباء (١).

وكان عبدًا مولدًا حبشيًّا، [لرجل] (٢) من أهل الرقة، يقال له قُصاقص بن لاحق الأسدي.

وكان فصيحًا خليعًا ماجنًا، ولم يكن له في دولة بني أمية ذكرٌ، فلمَّا ظهرت دولة بني العباس انقطعَ إلى أبي العباس وأبي جعفر والمهدي، فكانوا يقدِّمونَه ويستظرفون نوادره.

ذكر طرف من أخباره:

روى الخطيب عن الأصمعي قال: أمر المنصور أبا دُلَامة بالخروج نحو عبد الله بن علي، فقال له أبو دُلامة: نشدتُك الله يا أمير المؤمنين أن تخرجني في شيءٍ من عساكرك، فإني شهدتُ تسعة عساكر انهزمت كلُّها، وأخاف أن يكون عسكرك العاشر، فضحكَ منه وأعفاه (٣).

وحكى الخطيب عن العتَّابي قال: دخل أبو دُلامة على المهديّ، فطلب منه كلبًا للصيد، فأمر له به، فقال: وأين قائده؟ فأعطاه، قال: وأينَ الجاريةُ التي تطبخُ الصيد، فأمر له بها، ثم قال: يا أمير المؤمنين، أقطعني ضيعة أعيشُ فيها، فقال: قد أقطعتُك مئة جريب من العامر، ومئةً من الغامر، قال: وما الغامر؟ قال: الخراب الذي لا يُنبت. قال أبو دلامة: فقد أقطعتُ أميرَ المؤمنين خمسَ مئة جريب من الغامر من أرض بني أسد، ثم قال له المهديّ: هل بقيت لك حاجة؟ قال: نعم، تأذنُ لي في تقبيلِ يدلّ، قال: ما إلى ذلك سبيل، فقال: والله ما رددتني عن حاجةٍ أهونَ فقدًا عليَّ منها (٤).

وفي رواية: ما على عيالي أيسرَ من ترك هذه الحاجة.


(١) كذا ضبطها الخطيب في تاريخ بغداد ٩/ ٥١٧ بالباء المنقوطة بواحدة، وفي الأغاني ١٠/ ٢٣٥: زيد بالياء، ورجحا الأول.
(٢) ما بين حاصرتين من تاريخ بغداد ٩/ ٥١٧.
(٣) تاريخ بغداد ٩/ ٥١٨ - ٥١٩.
(٤) تاريخ بغداد ٩/ ٥٢٢.