للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ورأيتَ مَن تبع الجنازةَ باكيًا … ورأيت دمعَ جوانحٍ (١) يترقرق

لو سار ألفُ مدجَّجٍ في حاجةٍ … لم يقضِها إلَّا الذي يترفَّق

إن الترفُّقَ للرفيق موافقٌ … وإذا تسابق فالترفُّق أَسبَق

بقي الذين إذا يقولوا يَكذِبوا … ومضى الذين إذا يقولوا يَصْدُقوا (٢)

وقال: [من البسيط]

إنَّ الغنيَّ الذي يرضى بعيشته … لا مَن يظلُّ على ما فات مكتئبا

لا تحقرنَّ من الأيام محتقَرًا … كلُّ امرئٍ سوف يُجزى بالذي كسبا

قد يحقر المرءُ ما يَهوى فيركبه … حتَّى يكونَ إلى توريطه سببا

إنَّ العدوَّ إذا أَبدى مُكاشرَةً … إذا رأى منك يومًا فرصةً وثبا

إذا وترتَ امرأً فاحذرْ عداوتَه … مَن يزرع الشوكَ لا يحصدْ به عِنَبا (٣)

وقال: [من الوافر]

أَنِستُ بوحدتي ولزمتُ بيتي … وطاب العيشُ لي ونما السرورُ

وأدَّبني الزمانُ فصرتُ فردًا … وحيدًا لا أُزار ولا أَزور

ولستُ بقائلٍ ما دمت حيًّا … أَسار الجيشُ أم ركب الأَمير

ومَن يكُ جاهلًا برجال دهري … فإنِّي عالمٌ بهمُ خبير (٤)

وقال: [من الكامل]

لا يُعجبنَّك مَن يصون ثيابَه … حَذَرَ الغبارِ وعِرضُه مبذولُ

ولربَّما افتقر الفتى فرأيتَه … دَنِسَ الثيابِ وعِرضُه مغسول (٥)

وقال: [من الطَّويل]

تخيَّرْ من الإِخوان كلَّ ابنِ حُرَّةٍ … يسرُّك عند النائباتِ بلاؤهُ


(١) في تاريخ بغداد: نوائح.
(٢) وقع في هذا البيت اضطراب في (خ)، فأثبت ما في تاريخ بغداد.
(٣) الأبيات الثلاثة الأوَل في تاريخ دمشق ٨/ ٢٠٥ (مخطوط)، وتاريخ بغداد ١٠/ ٤١٥، ووفيات الأعيان ٢/ ٤٩٣. والييتان الأخيران في تاريخ دمشق ٨/ ٥٠٦.
(٤) تاريخ دمشق ٨/ ٢٠٥.
(٥) تاريخ دمشق ٨/ ٢٠٤.