للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

بالمقاريض ما أُقرُّ بها ظاهرًا. فقال له: ويلك لو كُشفت لك السماوات وكان الأمرُ كما تقول، لكنتَ حقيقًا أن تغضبَ لمحمد ، فلولاه مَن كنتَ من النَّاس؟! أَمَا واللهِ لولا أنِّي جعلتُ عليَّ عهدَ اللهِ تعالى إنْ أنا وليت هذا الأمرَ ألا أقتلَ هاشميًّا لَقتلتك. ثم قال كما سنذكره.

وكان المهديُّ قد عهد إلى الهادي: أَقسمتُ عليك إنْ وليتَ هذا الأمرَ بعدي ألا تناظرَهما ساعةً واحدة. وحبسهما المهدي، فمات ابنُ داودَ بن عليٍّ في الحبس قبل وفاةِ المهدي، وأما يعقوبُ فعاش محبوسًا حتَّى مات المهدي. وقدم الهادي من جُرْجان، فذكر وصيةَ أَبيه، فأرسل إلى يعقوبَ مَن ألقى على وجهه فراشًا وغمَّه حتَّى مات وانتفخ، فأُلقي في دجلة (١).

وكان ليعقوبَ بنِ الفضل أولاد، فمنهم فاطمة، فلمَّا مات أبوها اعترفت بأنَّها حاملٌ منه، وقالت: أَكرهني، فبعث بها الهادي إلى رَيطةَ بنتِ أبي العباس، فرأتها مخضوبةً مكحَّلة، فقالت لها: فهبْ أنكِ كنت مكرَهة، فما بالُ الخِضاب والكُحل! ولعنتْها، فماتت فَزَعًا. وقيل: إنَّما دخلت فاطمةُ وخديجة زوجةُ الفضل على الهادي، فضربهما على رؤوسهما فماتتا.

وفيها خرج الحسينُ بن عليِّ بن الحسنِ (٢) بن الحسن [بن الحسن] بن عليّ ، فقُتل بفَخّ، اسم مكان،

وفيها هلك الربيعُ الحاجب.

وحجَّ بالنَّاس سليمانُ بن أبي جعفرٍ المنصور، وكان على المدينة عمرُ بن عبدِ العزيز العُمَري، وعلى مكةَ والطائفِ عبيدُ الله بن قُثَم، وعلى اليمن إبراهيمُ بن سَلْم (٣) بنِ قتيبة، وعلى البحرين سويدٌ الخُرَاسَانِيّ، وعلى الكوفة موسى بنُ عيسى، وعلى البصرة محمدُ بن سليمان، وعلى خراسانَ والبلادِ الشَّرقية جماعةٌ من الموالي.


(١) في تاريخ الطبري ٨/ ١٩١، والمنتظم ٨/ ٣١٠ أنَّه دفن.
(٢) في (خ): الحسين. والمثبت من المصادر. انظر تاريخ الطبري ٨/ ١٩٢، والمنتظم ٨/ ٣١٠، والكامل ٦/ ٩٠، وتاريخ الإِسلام ٤/ ٢٨٣، والبداية والنهاية ١٣/ ٥٥٣، وما يرد بين حاصرتين منها.
(٣) في (خ): سليمان. والمثبت من المصادر.