للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

محتاجين إليه، حتَّى لحقَ بربِّه، وأما عبد الله فكان يضرب بين يديه بسيفين، وكان في حُروبه كلِّها رأسًا متَّبعًا، وقائدًا مطاعًا، فلو كانت إمامةُ عليٍّ جورًا لكانَ جدُّك أول من بعد عنها؛ لعلمه بدين الله وفقهه في أحكام الله، فأطرقَ المهديُّ ولم يجبه.

ذكر سبب عزله:

تقدَّم إليه وكيلٌ لمُؤنسة جاريةِ المهدي مع خصمٍ له، فجعلَ الوكيلُ يستطيلُ على خصمه إدلالًا بمكانه من مؤنسة، فقال له شريك: كُفَّ لا أَبا لك، فقال: إليَّ تقول هذا وأنا وكيلُ مؤنسة؟ فأمر به فضرب عشر درر (١)، وبلغَ مؤنسة فقالت للمهدي: لا أنا ولا شريك، فعزلَه.

ذكر وفاته:

توفِّي بالكوفة يوم السبت مستهلَّ ذي القعدة سنة سبعٍ وسبعين ومئة، فشهدَ جنازته موسى بنُ عيسى وصلَّى عليه.

أسندَ شريك عن خلقٍ كثيرٍ من التابعين، ورَوى عنه ابن المبارك وغيره، وقد تكلَّموا فيه، فقال ابن سعد: كان شريك ثقةً مأمونًا كثير الحديث، إلَّا أنَّه كانَ كثير الغلط (٢).

وقال الشيخ أبو الفرج بن الجوزي : كان شريك من كبارِ العلماء الثِّقات، إلَّا أن قومًا قدحُوا في حفظه (٣).

وقال ابن المبارك: شريك أحفظُ بحديث الكوفيين من سفيان الثَّوريّ.

وقد أخرجَ عنه البخاريُّ ومسلم (٤).

* * *


(١) في تاريخ بغداد ١٠/ ٣٩٧: عشر صفعات.
(٢) طبقات ابن سعد ٨/ ٥٠٠.
(٣) المنتظم ٩/ ٣٠.
(٤) قال المزي في تهذيب الكمال ١٢/ ٤٧٥: استشهد به البُخَارِيّ في الجامع، وروى له في "رفع اليدين في الصلاة" وغيره، وروى له مسلم في المتابعات، واحتج به الباقون.