للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

هَدْيٌ بالغُ الكعبة (١).

وأشهد جماعةً منهم سليمانُ بن هارون، وكفى بالله طَليبًا (٢) وهو حسبي ونِعمَ الوكيل. وكتب في ذي الحِجَّة سنةَ ستٍّ وثمانين ومئة، وأَشهد هارونُ في الكتابَين مَن شهد الموسمَ من أهله وقوَّاده وصحابتِه وقُضاته وأهلِ مكةَ وحَجَبةِ الكعبة، ومَن حضر من أهل الأَمصار.

ولمَّا أَنهى ذلك وهو في داخلِ الكعبة، جمع النَّاسَ بأَسْرهم، وأمر بتعليق الكتابَين في الكعبة، فلمَّا رُفعا ليعلَّقا وَقَعا، فقال النَّاس: هذا أمرٌ لا يتمّ، وينتقض سريعًا قبل إِحكامِه. وتطيَّر هارونُ واسترجع وقال: أردنا أمرًا وأراد اللهُ غيرَه.

ثم كتب هارونُ كتابًا إلى الولاة والعمَّال -وغيرِهم- بالأَقطار: أمَّا بعد، فإنَّ أميرَ المؤمنين أَكرمَ اللهُ بخلافته ونسأله إِتمام عوائدِه الجميلة، وقد كان من نِعَم الله عليه وعنده ما تولَّى اللهُ من أمر محمَّد وعبد الله ابنَيه، وتبليغه أحسنَ ما مدَّت إليه الأمَّةُ أعناقَها، وقذف اللهُ محبَّتهما في قلوب العامَّة والخاصَّة … إلى أن قال: فعزم أميرُ المؤمنين على تفويض الأمرِ إليهما، وأكَّد عليهما العهودَ والمواثيق -نظرًا منه لرعيَّته التي استرعاه اللهُ إيَّاها- والجهادَ لعدوِّ المسلمين. وذكر نحوًا من هذا المعنى.

وقال إبراهيمُ الموصليُّ في البَيعة: [من مجزوء الكامل]

خيرُ الأمورِ مَغبَّةً … وأحقُّ أمرٍ بالتَّمامِ

أمرٌ قضى إحكامَه الرَّ … حمنُ في البيتِ الحرام (٣)

وعاد المأمونُ إلى الرَّقَّة.

فصل وفيها توفي


(١) تصرَّف هنا في النقل فأوقع نفسه في التكرار، فقد ذكر المال مرتين. ولم يذكر الطبري وابن الجوزي أن ماله صدقة.
(٢) كذا في (خ)، وقوله: وأشهد جماعة … إلخ، ليس من نص الكتاب.
(٣) تاريخ الطبري ٨/ ٢٨٦، وتاريخ الإسلام ٤/ ٧٨٤، والبداية والنهاية ١٣/ ٦٣٥، والنجوم الزاهرة ٢/ ١١٩.