للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

سليمان، والعثمانيَّة.

وأمَّا من الإِماء، فقد تسرَّى -على ما قيل- بألوف، والمشهوراتُ منهن: هيلانة، وعِنان جارية الناطفي، وضياء. وهنَّ مشهوراتٌ بالأدب والغناء. وماتت ضياء، فخرج هارونُ في جنازتها، فدنا منه إسماعيلُ بن الأزرق المَديني، وكان [ماجنًا] مِضحاكًا، فقال لهارون: يا سيَّدي، لمَ تجزعُ هذا الجزع؟ فقال له: ويحك ما ترى ما ابتُليتُ به، ما أحببتُ أحدًا إلَّا ومات، فقال له: يا سيِّدي، فأحبِبْني، فقال: إن الحبَّ ليس بشيء يُصنع، ولكن تهيِّجه الأسباب، فقال: قل: إني أحبُّك، فقالها، ومضى إسماعيل فحُمَّ ومات.

ذِكر أولاده:

[قال علماء السير:] كان له من الولد ثمانية وعشرون: أربعةَ عشرَ ذَكَرًا، وأربعَ عشرةَ أنثى، فالذُّكور: محمَّد الأمين، ومحمَّد المعتصم، ومحمَّد، وكُنْيته أبو عيسى، وأمُّه أم ولدٍ يقال لها: عرابة، والرابع محمَّد، وكُنيته أبو يعقوب، وأمُّه شذرة أمُّ ولد، والخامس محمَّد، وكنيته أبو العبَّاس، وأمُّه خُبْث أم ولد، والسابع محمَّد، وكُنيته أبو علي، وأمُّه سِدر (١) أمُّ ولد، فهؤلاء المحمَّدون (٢)، وكان الرشيد لحبِّه هذا الاسمَ يسمِّي أولاده به. وعبدُ الله المأمون، والقاسم المؤتَمَن، وأمُّه قصف أمُّ ولد، مات في سنة ثمانٍ ومئتين (٣)، قال له الرشيد: قد أوصيتُ بك محمَّدًا وعبدَ الله، فقال: أمَّا أنت يا أميرَ المؤمنين، فقد تولَّيت النظر لهما، ووكَّلت النظر إليَّ غيرَك. وعليّ، وأمُّه أَمَة العزيز أمُّ ولد الهادي، وصالح، وأمُّه رثم أمُّ ولد، وأحمد، وهو السَّبتي، مات في حياة أبيه، وقد ذكرناه آنفًا، وأبو محمَّد، هو اسمُه وكنيته، ويلقَّب بكريب، وأمه سَحَرُ أمُّ ولد، وأبو أحمد (٤)، وأمُّه كتمان أمُّ ولد.

وأما البنات، فكلُّهن لأمهات أولاد شتى: فسُكينة، أمُّها قصف، وهي شقيقةُ القاسم، وأمُّ حبيب، أمُّها ماردة، وهي شقيقةُ المعتصم، وأروى، أمُّها حَلوب، وأم


(١) في الطبري ٨/ ٣٦٠: ومحمد أبو علي وأمه أم ولد يقال لها: دواج.
(٢) أسقط المختصر اسم السادس، وهو: محمد أبو سليمان وأمه أم ولد يقال لها: رواح.
(٣) في (خ): وثمانين، ولعله سبق قلم، أو هو من الناسخ، وليس في (ب) أسماء أولاده.
(٤) واسمه محمد كما في تاريخ الطبري.