للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

و [روى أبو نُعيم (١) الحافظ عن] الهيثم بن خارجةَ [قال:] (٢) رأيت ابن عيَّاش في منامي بعد موتِه وبين يديه طَبَقٌ [فيه] رُطَب وسكَّر، فقلت: ألا تدعونا إليه وقد كنتَ سخيًّا على الطعام! فقال: هذا طعامُ أهل الجنَّةِ لا يأكله أهلُ الدنيا، فقلت: فبمَ نلتَ هذا؟ فقال: تسألني عن هذا وقد مضت عليَّ ستٌّ وثمانون سنةً أختم فيها القرآنَ كلَّ ليلة!

أَسند عن خلقٍ كثير من التابعين، منهم الأعمش، وهشامُ بن عروة، وغيرُهما، وروى عنه ابنُ المبارك، والإمام أحمدُ ، وغيرُه.

[وأجمعوا على ثقته ودينه وعبادته وورعه واجتهاده، وإنما تكلَّم بعضُهم في حفظه، فقال ابنُ سعد (٣): كان ثقةً صدوقًا عارفًا بالحديث والعلم، إلَّا أنَّه كان كثيرَ الغَلَط. وكذا قال أحمد بنُ حنبل: إنه كثيرَ الخطأ.

وقال بِشرٌ الحافي: كان شيخًا قديمًا صاحب قرآنٍ وسنَّة، إلا أنَّ في حديثه اضطرابًا.

وقال أبو بكرٍ البيهقيّ: لا خلافَ في عدالته وثقته، وإنَّما لمَّا كبر سنُّه كثر خطؤه، لا أنَّه كان متَّهمًا. وهذا القول أصحّ.

وفي الرُّواة مَن يُكنَى بأبي بكر بن عيَّاش ثلاثة: أحدُهم هذا، والثاني حِمصيّ، والثالث سُلَميّ، حدَّث عن جعفر بن بُرْقان.] (٤)

* * *


(١) في الحلية ٨/ ٣٠٣.
(٢) في (خ): وقال الهيثم بن خارجة.
(٣) في طبقاته ٨/ ٥٠٨.
(٤) ما بين معكوفين من (ب).