للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقال: احذر الأغنياء؛ فإنَّك إن ملتَ إليهم بقلبك فقد اتَّخذتهم أربابًا من دون اللهِ تعالي.

وقال: ليس شيءٌ أحبَّ إليَّ من الضيف؛ فإنَّ رزقَه على الله، وأجره لي.

وقال: طهِّر قلبَك من أعراض الدنيا ليدخلَ فيه حبُّ الآخرة.

وقال: إذا شئت أن تكونَ في راحة، فكُلْ ما أصبت، والبَس ما وجدت، وارضَ بما قضى اللهُ عليك.

وقال: جعل اللهُ أهلَ طاعته أحياءً في مماتهم، وأهلَ معصيته أمواتًا في حياتهم.

وقال: لو أنَّ رجلًا عاش ألفَ سنةٍ ولم يعرف هذه الأربعةَ أشياء استحقَّ إعراضَ الله عنه: معرفةُ الله، ومعرفة نفسِه، ومعرفة علمِ الله، ومعرفة عدوِّه، فأمَّا معرفة الله، فإنَّه يعرفه في السِّر والعلانية، وأنَّه لا مانعَ ولا معطيَ سواه، وأما معرفةُ نفسه، فإنَّه يعرفها في ضعفه وعجزِه، وأنَّه لا يستطيع أن يردَّ عنها شيئًا قضاه اللهُ تعالى، وأما معرفة علمِ الله، فأن يعرفَ أنَّ اللهَ لا يقبل من الأعمال إلَّا ما كان خالصًا لوجهه، وعلامة الإخلاص ألا يطمعَ في أحدٍ من الناس، ولا يريدَ محمدتَهم، وأما معرفة عدوِّه، فهو إبليس، فيخالفه في جميع ما يأمره لينصرَه اللهُ عليه.

وقال: الفقر يقارنه ثلاثةُ أشياء: تعب النفْس، وشغلُ القلب، وشدَّة الحساب.

والزُّهد يقارنه ثلاثة: فراغ القلب، وخفَّة الحساب، وراحةُ النفس. وقال: العبادة عشرةُ أشياء، تسعة منها في الهرب من الناس، وواحدةٌ في السكوت.

وحكى أبو نُعيم (١) عن حاتمٍ قال: قال لي شقيق: اصحب الناسَ كما تصحب النار، خذ منفعتَها واحذر أن تحرقَك.

ذِكر وفاتِه:

قال السُّلمي: استُشهد شقيقٌ في غَزاة كُولان (٢) في سنة أربعٍ وتسعين ومئة.

وحكى عن إبراهيمَ بن أدهم، وقد ذكرناه في ترجمته، وعن سفيان الثوريِّ وغيره].


(١) في الحلية ٨/ ٧٧.
(٢) في (ب): كولاب، والمثبت من تاريخ دمشق ٨/ ١٠٢، والسير ٩/ ٣١٦. وكولان: بليدة طيبة في حدود بلاد الترك من ناحية بما وراء النهر. معجم البلدان، وانظر التعليق أول الترجمة.