للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أَتعذلني وقلبك مُستطارٌ … كئيبٌ ما يَقِرُّ له قرارُ

بحبِّ مَليحةٍ صادت فؤادي … بألحاظٍ يخالطها (١) احْورار

ولمَّا أن مَددتُ يدي إليها … لألمسَها بدا منها نِفار

فقلتُ لها عديني منكِ وَعْدًا … فقالت في غدٍ منك المَزار

فلمَّا جئتُ مُقْتَضيًا أجابت … كلامُ الليل يمحوه النَّهار

وقال أبو نُواس:

وليلةَ (٢) أقبلَتْ في القصر سَكرَى … ولكن زيَّن السُّكرَ الوَقارُ

وهزَّ السُّكرُ أردافًا ثِقالًا … وغُصْنًا فيه رُمَّان صِغار

وقد سَقط الرِّدا عن مَنْكِبَيها … من التَّجْمِيش (٣) وانْحَلَّ الإِزار

فقلت الوعدَ سيِّدتي فقالت … كلامُ الليل يمحوه النهار

فقال له الأمين: أخزاك الله، أكنت مُطَّلعا علينا! فقال: عرفتُ ما في نفسك فأعربتُ عمَّا في ضميرك. فأمر لكلِّ واحدٍ على كلّ بيت بألف دينار (٤).

[وحكى أبو الفرج الأصفهانيُّ قال:] (٥) جرى بين محمَّد وإبراهيمَ بنِ المهديّ كلامٌ على مجلس الشراب، فوجد محمَّد عليه وصرفه، وأمر أن يُحجبَ عنه، فبعث إليه إبراهيمُ بهدية وألطاف، فلم يقبلْها، فبعث إليه بوَصيفة بارعةِ الجمال، وبعث معها عود الغناء من العود القماري مُكَلَّلًا بالجواهر، وألبسها حُلَّةً مَنسوجة بالذهب، وعلمها أبياتًا وقال: غني بها عنده. فلما دخلت عليه غنت: [من المتقارب]

تمادى بي الأمرُ حتى ظَنَنْتُ … وكشّفَ هَجْرُك لي فانكشفْ

فإنْ كنتَ تُنكر شيئًا جرى … فهبْ للقرابة ما قد سَلَفْ

وجُدْ ليَ بالعفو عن زلَّتي … فبالفضل يؤخَذ أهلُ الشرف

فقال: أحسنت، فما اسمُك؟ قالت: هدية، فقال: أنت كاسمك أم عارَّية؟ فقالت:


(١) في (ب) و (خ): يلاحظها، والمثبت من العقد الفريد.
(٢) في العقد الفريد: وخود.
(٣) التجميش: المغازلة والملاعبة. القاموس المحيط (جمش).
(٤) في العقد الفريد: بأربعة آلاف درهم.
(٥) ما بين حاصرتين من (ب).