للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الخراجِ سنة؛ لأنَّا كانا بين أمرين، إنْ طلبناه منهم قاتلونا، وإن لم نطلبه ضَعُفنا فتفرَّق الجندُ عنا، فقال الفضل: الحمدُ لله الذي ستر عنه هذا الرأي (١).

وقُتل محمد في المُحَرَّم لست بقينَ منه سنةَ ثمانٍ وتسعين ومئة.

[قال الصُّولي:] وبويع في جُمادى الأولى سنةَ ثلاثٍ وتسعين ومئة، فكانت خلافتُه أربعَ سنينَ وثمانيةَ أشهرٍ وأيامًا.

[وقال الخطيب:] (٢) وسبعةَ أشهرٍ وثمانيةَ أيام. و [قال الصُّولي:] خُلع لعشرٍ خلون من رجبٍ سنةَ ستٍّ وتسعين [ومئة]، وذلك بعد ثلاث سنينَ وخمسةٍ وعشرين (٣) يومًا من خلافته، وحُبس يومين بالقبة الخضراء، فلم يجدوا مَن يرضون به، فأعادوه إلى الخلافة ببيعةٍ ثانية، ولم يزل في حربٍ وحصار سنةً وثلاثةَ عشرَ يومًا، ولم يُعلم خليفة قبل محمَّد خلع وحُبس (٤) سواه.

[قال: وطلب ماءً يشربه وكان قد عطش، فلم يجدوا ماء يسقونه به إلا في مَطْهرة.] (٥) وقُتل وله ثمان وعشرون سنة.

وكان على قضائه إسماعيلُ بن حمَّاد بنِ أبي حَنيفة، ثم أبو البَخْتَريّ وَهْبُ بن وهب، ومحمَّد بن سَمَاعة.

وكتب المأمونُ إلى طاهر: اكتب إليَّ سيرةَ محمَّد، فكتب إليه: كان واسعَ الطَّرَب، ضَيِّقَ الأدب، تبيح (٦) نفسُه ما تَعافُه هِمَمُ ذَوي الأقدار، يجمع الكتائبَ بالتَّبذير، ثم يُفرِّقها بسوء التدبير (٧)، وكنَّا في وجهه أسودًا ضاريه، تُمسي وفي أشداقها خَلوقُ النَّاكثين، وتُصبح وتحت صدورِها صدورُ المارقين، وإنَّ الله يأخذ بدمه يومَ القيامة


(١) من قوله: ذكر مقتله … إلى هنا ليس في (ب).
(٢) في (خ): وقيل. وكلام الخطيب في تاريخ بغداد ٤/ ٥٤٢.
(٣) في (خ): وسبعين، والمثبت من (ب)، وهو الموافق لما في تاريخ بغداد ٤/ ٥٤١.
(٤) بعدها في (ب): يومين أو ثلاثة.
(٥) ما بين حاصرتين من (ب).
(٦) في (خ): تعب، والمثبت من زهر الآداب ١/ ٥٣٩.
(٧) في (خ): يجمع الكتائب بالتدبير ثم يفرقها بالتدبير، والمثبت من زهر الآداب.