الثغر، لا لأجل الجهاد، بل لأجل النَّظرِ إلى وجه يوسفَ بن أسباط.
وقال أبو نُعيم: صحب يوسفَ بن أسباطَ فتًى من أهل الجزيرة، فلم يكلِّمه الفتى عشر سنين، وكان مشغولًا بالخوف والبكاءِ والعبادة، فقال له يوسف: ما حالك؟ فقال: كنت نبَّاشًا، فكنت أرى الوجوهَ قد حولت إلى غير القِبلة، فاختلط يوسفُ من ساعته.
وكان يوسفُ يقول: أشتهي أن أموتَ ولا أتركَ درهمًا، وكان معه بضع دراهمَ من سفِّ الخوص، فمات ولم يخلِّف سواها، فكفَّنوه منها، وكان قد أوصى بها لكفنه.
وقيل: كان معه عشرةُ دراهم، فأنفق تسعة في مرضه وبقي درهم واحد، فمات، فاشتروا له به حَنُوطًا. وكانت وفاته بالمِصِّيصة في هذه السنة، وقيل: في سنة خمسٍ وتسعين ومئة.
أسند عن هشام بن عروةَ والثوريّ وغيرهما، ثم اشتغل بالعبادة عن الرواية (١).
وفي الرواة ثلاثة اسمُ كلِّ واحدٍ يوسفُ بن أسباط: أحدُهم هذا، والثاني روى عنه يحيى بنُ عبد الملك، والثالث مَوْصِليّ، روى عنه أبو الفَتْح الأزْديُ المَوْصلي. والحمدُ لله وحده، وصلى الله على سيِّدنا محمَّد وآله وسلَّم.]
* * *
(١) انظر التاريخ الكبير ٨/ ٣٨٥، ومشاهير علماء الأمصار ص ١٨٦، وحلية الأولياء، وصفة الصفوة ٤/ ٢٦١، والسير ٩/ ١٦٩، وهذه الترجمة ليست في (خ).