للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[وحكى الخطيب وابنُ عساكرٍ عن القاضي أحمدَ بنِ كامل قال:] كان (١) أبوه من أهل دمشقَ من جند مروانَ بنِ محمَّد، فصار إلى الأهواز، فتزوَّج امرأة من أهلها [يقال لها: جلبان، وقيل: صباح] (٢) فولدت له أبا نواسٍ وأخاه [أبا] معاذ (٣)، ثم صار أبو نواس إلى البصرة، فنشأ بها، وقرأ القرآنَ على يعقوبَ الحضرمي، واختلف إلى أبي زيدٍ النحوي، وكتب عنه الغريبَ والألفاظ، ولزم خَلَفًا الأحمر، وصحب يونُسَ النحوي، ونظر في نحو سيبويه، وحفظ عن أبي عبيدةَ أيامَ الناس، ثم قدم بغدادَ والشامَ ومصر، ومدح الخلفاءَ والأمراءَ والأعيان، وأرحل إلى بغداد، فأقام بها.

قال الحافظ ابنُ عساكر (٤): ما رأيتُ أحدًا أعلمَ باللغة من أبي نُواس، ولا أفصحَ لهجة منه، مع حلاوةٍ وطيب سمعةٍ (٥) من الأعيان.

وحكى الخطيبُ (٦) عن أبي عبيدةَ قال:] كان [أبو نُواس] في المُحْدَثين كامرئ القيسِ في المتقدِّمين.

وقال أبو عَمرو بنُ العلاء (٧): لولا أنه أفسد شِعرَه بهذه الأقذارِ لا حتَجَجْنا به في كتبنا.

وقال أبو نُواس: ما قلت الشَعرَ حتى رويت لستِّين امرأةً من العرب، منهن الخنساءُ وليلى، فما ظنُّك بالرجال؟.

وقال [كُلثوم بن عمرو] العَتَّابي: لو أدرك الخبيثُ الجاهليةَ ما فُضِّل عليه أحد.


(١) في (خ): وقال الخطيب: كان، والمثبت من (ب)، ولم نقف عليه في ترجمته من تاريخ بغداد، وانظر تاريخ دمشق ٤/ ٦٣٨.
(٢) ما بين حاصرتين من (ب)، وقوله: وقيل: صباح، ليس في تاريخ دمشق.
(٣) في (ب) و (خ): وأخاه معاذًا، والمثبت من تاريخ دمشق. وانظر طبقات ابن المعتز ص ١٩٤، ووفيات الأعيان ٢/ ٩٥.
(٤) أخرجه في تاريخه ٤/ ٦٠٩ من طريق الخطيب عن الجاحظ، وهو في تاريخ بغداد ٨/ ٤٧٦، والمنتظم ١٠/ ١٦.
(٥) في (ب): وسمعة، وفي تاريخ دمشق: مع حلاوة ومجانبه الاستكراه.
(٦) في تاريخه ٨/ ٤٧٦.
(٧) في تاريخ دمشق ٤/ ٦٠٨ أنه أبو عمرو الشيباني.