للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

يا دارُ ما فَعَلت بكِ الأيَّامُ … لم تُبْقِ فيكِ بَشاشَةً تُستامُ (١)

قال: فتَطيَّر الأمين وقال: ويحك ما هذا! فقال:

عَرَمَ الزَّمانُ على الذين عَهِدْتُهمْ … بكِ قاطِنينَ وللزَّمان عُرامُ

فلعنه الأمين، فلمَّا قال:

وإذا المَطيُّ بنا بَلَغْنَ محمَّدًا … فظُهوُرهنَّ على الرِّجال حَرامُ

قَرَّبْنَنا من خير مَن وَطئ الحَصى … فلها علينا حُرْمَةٌ وذِمام

سُرِّي عنه وقال: ذاك رسولُ اللهِ ﷺ. ومنها:

وبَلَغتُ ما بلغ امرؤٌ بشَبابه … فإذا عُصارَةُ كلِّ ذاك أَثامُ

وتَجَشَّمتْ بي هولَ كلِّ تَنوفةٍ (٢) … هَوْ جاءُ فيها جُرْأةٌ إقدام

تَذَرُ المَطيَّ وراءها فكأنها … صَفٌ تَقَدَّمُهُنَّ وهي إمام

وإذا المَطيُّ بنا بَلَغْنَ محمَّدًا … فظُهورُهنَّ على الرِّجال حَرام

قرَّبْنَنا من خَيرِ مَن وَطئَ الحَصى … فلها علينا حُرْمَةٌ وذِمام

رُفِعَ الحِجابُ لنا فلاح لناظري … قَمَرٌ تَقَطَّعُ دونه الأوهام

داوى به اللهُ القلوبَ من الجَوى … حتى بَرِئْنَ وما بهنَّ سَقام

فسَلِمْتَ للعِلم الذي تُهدى به … وتقاعَسَتْ عن يومك الأيام

ومن شِعره: [من السريع]

أيَّةُ نارٍ قَدَح القادحُ … وأيّ جدٍّ مَزح المازحُ (٣)

لله درُّ الشيب من ناصِح … وواعِظٍ لو قُبل النَّاصِح

يأبى الفتى إلَّا اتِّباعَ الهَوى … ومَنْهَجُ الحَقِّ له واضح

فاعْمَد بعَينَيك إلى نِسوةٍ … مُهورُهُنَّ العملُ الصالح

لا يَجْتَلي العَذْراءَ من خِدْرِها … إلَّا امرؤٌ ميزانُه راجح

مَن يَتَّقِ اللهَ فذاك الذي … سِيقَ إليه المَتْجَرُ الرَّابح


(١) انظر طبقات الشعراء لابن المعتز ٢١١.
(٢) في (خ): في هول كل أنوفة، والمثبت من الديوان ٥٧٥، وطبقات ابن المعتز، والتنوفة: المفازة.
(٣) في تاريخ بغداد ٨/ ٤٨٢، ودمشق ٤/ ٦٢٤: بلغ المازح.