للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

السَّحَر منذ أربعين سنة.

وحكى البيهقيُّ عن عبد اللهِ بن أحمدَ [عن أبيه] (١) قال: قال لي الشافعيّ: يا أبا عبدِ الله، أنتم أعلمُ بالأخبار منَّا، فإذا كان خبرٌ صحيح، فأخبِرني به حتى أذهبَ إليه. قال البيهقيّ: إنَّما أراد الشافعيُّ أحاديثَ أهلِ العراق، أما أحاديثُ أهلِ الحجاز، فالشافعيُّ أعرفُ بها من غيره؛ لأنَّها بلدُه ومنشؤه.

[وقال عبدُ الله بن أحمدَ بنِ حنبل: قال أبي:] (٢) قد روى أبو هريرةَ عن النبيِّ أنَّه قال: "يبعث اللهُ لهذه الأمَّةِ على رأس كلِّ مئةِ سنةٍ مَن يجدِّد لها دينَها" (٣). قال أحمد: فنظرنا في رأس المئةِ الأول، فإذا هو عمرُ بن عبدِ العزيز، ونظرنا في الثانية فإذا هو الشافعيّ.

[وروى الخطيبُ بإسناده عن] الرَّبيع قال (٤): كنَّا جلوسًا في حَلْقة الشافعيِّ بعد موته بيسير، فوقف علينا أَعرابيّ، فسلَّم علينا وقال: أين قمرُ هذه الحلقةِ وشمسُها؟ قلنا: توفِّي. فبكى بكاءً شديدًا وقال: وغفر له، فلقد كان يفتح ببيانه مُغْلَقَ الحجَّة، ويسدُّ على خصمه واضحَ المحجَّة، ويغسل من العارِ وجوهًا مسودَّة، ويوسع بالرأي أبوابًا منسدَّة. ثم انصرف.

[وذكر الخطيبُ (٥) عن] الرَّبيع بنِ سليمانَ قال (٦): رأيتُ الشافعيَّ بعد موتِه في المنام، فقلت: ما فعل اللهُ بك؟ فقال: أَجلسني على كرسيٍّ من ذهب، ونثر عليَّ اللؤلؤَ الرَّطب.

وقال الخطيب (٧): كان للشافعيِّ ولدٌ اسمه محمدُ بن محمدِ الشافعي، وكُنْيته أبو عثمان، سمع أباه وسفيانَ بن عُيينة، [قال الخطيب:] وذَكَرَ لي الحسنُ بن أبي طالبٍ أنَّه ولي القضاءَ ببغداد، وليس بصحيح، وإنَّما ولي القضاءَ بالجزيرة وأعمالِها. وهو


(١) زيادة يقتضيها السياق.
(٢) في (خ): وقال الإمام أحمد.
(٣) أخرجه أبو داود (٤٢٩١).
(٤) في (خ): وقال الربيع.
(٥) في تاريخه ٢/ ٤١١.
(٦) في (خ): وقال الربيع بن سليمان.
(٧) في تاريخه ٤/ ٣٢٣. وما بين حاصرتين من (ب).