للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

عن أنس بنِ مالك، أنَّ النبيَّ قال: "إنَّ مفاتيحَ أرزاقِ العباد بإزاءِ العرش، يبعثه اللهُ تعالى إلى عباده على قَدْر نفقتهم، فمن قلَّل قُلِّل له: ومن كثَّر كُثِّر له".

قال الواقدي: فروايةُ أميرِ المؤمنين عنِّي ومذاكرتُه إياي أحبُّ إليَّ من الجائزة.

[وهذه الروايةُ أحسنُ من رواية الخطيب.

وحكى الخطيبُ (١) عن] الواقديِّ أنَّه كان يقول (٢): ما أدركتُ رجلًا من أبناء الصحابةِ وأبناءِ الشهداء ولا مولًى لهم إلَّا سألته: هل سمعتَ أحدًا من أهلك يُخبرك عن مشهده وأين قُتل؟ فإذا أخبرني مضيتُ إلى الموضع حتَّى أعاينَه، ولقد مضيت إلى المُرَيسِيع فنظرت إليها، وما علمت مكانَ غزاةٍ إلَّا مضيتُ إلى الموضع حتَّى أُعاينَه.

ذِكرُ وفاته:

[قال ابنُ سعد:] (٣) توفِّي [الواقديُّ] وهو على القضاءِ في ذي الحِجَّة ببغدادَ هذه السَّنة، وصلَّى عليه محمدُ بن سماعةَ التميمي، ومحمدٌ يومئذ على القضاء ببغدادَ في الجانب الغربي، وأوصى الواقديُّ إلى المأمون، فقَبِلَ المأمون وصيَّته وقضى دَينه [وكان له يومَ مات ثمانٍ وسبعون سنة. وكذا قال البخاريُّ في هذه السَّنة (٤). وقاله (٥) الخطيب].

وقيل: [إنه مات في] سنة ستٍّ ومئتين، أو سنة تسعٍ ومئتين، والأوَّل أصحّ (٦).

[قال: ودُفن في مقابر الخَيزُران] وهو ابنُ ثمانٍ وسبعين سنة (٧). ولم يوجد له كفن، فكفَّنه المأمون.


(١) في تاريخه ٤/ ٩. وما بين حاصرتين من (ب).
(٢) في (ج): وكان الواقدي يقول.
(٣) في طبقاته ٧/ ٦١١. وما بين حاصرتين من (ب).
(٤) أو بعدها بقليل. كذا في التاريح الكبير ١/ ١٧٨.
(٥) في (ب): وقال. والمثبت هو الصواب، وكلام الخطيب في تاريخ بغداد ٤/ ٦.
(٦) لم أقف في تاريخه على ذكر سنة ست ومئتين، بل ذكر سنة سبع ومئتين وتسع ومئتين، ورجَّح الأول. انظر تاريخه ٤/ ٣١.
(٧) في (ب) -وما بين حاصرتين منه-: وهو ابن سبع وسبعين سنة. وفي (ج): وهو ابن ثماني وتسعون سنة، وقيل: سبع وسبعين سنة. والمثبت من طبقات ابن سعد ٩/ ٣٣٦، وتاريخ بغداد ٤/ ٦.