للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

و [صيَّر] (١) معه يحيى بنَ معاذ (٢) وخالدَ بن يزيد [بنِ مزيد] (٣) يحفظانه، إلَّا أنَّه موسَّع عليه، عنده أمُّه (٤) وعيالُه، وإذا ركب إلى دار المأمونِ كانا معه [ليحفظاه] (٥).

[قال الطبري (٦): وفي روايةٍ أنَّه] لما أُخذ صيرَ به إلى دار أبي إسحاقَ بنِ الرشيد، وأبو إسحاقَ عند المأمون، فحُمل رديفًا لفَرَج التُّركي، فلمَّا دخل على المأمون، قال له: [هيهِ] (٧) يَا إبراهيم، فقال: يَا أميرَ المُؤْمنين، وليُّ الثأر محكَّم في القصاص، والعفوُ أقرب إلى التقوى، ومَن تناوله الاغترارُ (٨) بما مُدَّ له من أسباب الشَّقاء، مكَّن عاديةَ الدهرِ من نفْسه، وقد جعلك اللهُ فوق كل شيء عفوًا، كما جعل كل ذي ذنبٍ دون عفوك، فإن تعاقِبْ فبحقِّك، وإن تعفُ فبفضلك، فقال: القدرة تُذهب الحفيظة، والندمُ توبة، وبينهما عفوُ الله. فكبَّر إبراهيمُ ثم خرَّ ساجدًا (٩)، ثم قال: [من الخفيف]

إنْ أكن مذنبًا فحظِّيَ أخطأْ … تُ فدعْ عنك كثرةَ التأنيبْ

قلْ كما قال يوسفٌ لبني يعـ … قوبَ لما أتوهُ لا تثريبْ

فقال: لا تثريب. وأنشده (١٠): [من المجتث]

ذنبي إليك عظيم … وأنت أعظمُ منهُ

فخذ بحقك أَوْ لا … فاصفح بحِلمك عنهُ

إنْ لم أكن في فعالي … من الكرام فكنْهُ

وأنشد أَيضًا (١١): [من المجتث]


(١) ما بين حاصرتين من (ب).
(٢) المنتظم ١٥/ ٢١٢، وفي تاريخ الطبري ٨/ ٦٠٣: أَحْمد بن يحيى بن معاذ.
(٣) ما بين حاصرتين من (ب).
(٤) في (ب): عند أمه، وفي (خ): عند أَبيه، والمثبت من تاريخ الطبري والمنتظم.
(٥) ما بين حاصرتين من (ب).
(٦) في تاريخه ٨/ ٦٠٤ وفي (خ): وقيل.
(٧) ما بين حاصرتين من تاريخ الطبري.
(٨) في (خ): الاقتدار، والمثبت من تاريخ الطبري.
(٩) هنا انتهى الخبر عند الطبري، وما بعده من تاريخ بغداد ٧/ ٧٢. وانظر المنتظم ١٠/ ٢١٣.
(١٠) في المنتظم: وفي رواية: دخل عليه فأنشده. وهو ليس في تاريخ بغداد.
(١١) في المنتظم: ثم قال.