للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسلمٍ مستلميَ يزيدَ بنِ هارون (١)، ويحيى بنَ مَعين، وزهيرَ بن حَرْبٍ أبا (٢) خَيثمة، وإسماعيلَ بن داود، وأحمدَ بن الدَّورقي (٣)، وإسماعيل بن [أبي] مسعود.

فلمَّا قدموا الرقَّة، أحضرهم المأمونُ وامتحنهم بخلق القرآن، فأجابوا جميعًا: إنَّ القرآنَ مخلوق، فأعادهم إلى بغداد، وكتب إلى إسحاقَ بن إبراهيمَ بأن يُحضرَ الفقهاءَ ومشايخَ الحديث ويُخبرَهم بما أجاب به هؤلاء، ففعل فأجاب البعضُ وتوقَّف البعض.

قال المصنِّف : وكان محمدُ بن سعدٍ وابنُ معينٍ وأبو خيثمةَ وأبو مسلمٍ يقولون: إنَّا أجبنا خوفًا من السيف.

ثمَّ كتب المأمون إلى إسحاقَ كتابًا آخرَ من جنس الأوَّل، وأمره بإحضار مَن امتنع، وأن يقرأَ عليه، فأحضر جماعة، منهم الإمامُ أحمد بن حنبل، وأبو حسَّان الزِّيادي، وبِشرُ بن الوليد الكِندي، وعليُّ بن أبي مقاتل، وسجَّادة، والقواريري، والفضلُ بن غانم، والذَّيَّال بن الهيثم، وقتيبةُ بن سعيد (٤)، وسَعدويه الواسطي، وعليُّ بن الجعد، وإسحاقُ بن أبي إسرائيل، وابنُ عُليَّة الأكبرُ، ومحمدُ بن نوح، وغيرُهم، وقرئ عليهم كتابُ المأمون، فورَّوا، ولم يجيبوا ولم يُنكروا، فكان ممَّا قال إسحاقُ لبشر بنِ الوليد: ما تقول في القرآن؟ فقال: كلامُ الله، فقال: أمخلوقٌ هو؟ قال: اللهُ خالق كلِّ شيء، قال: فالقرآن؟ فقال: كلامُ اللهِ شيء، قال: هو شيء، فمخلوقٌ هو؟ قال: ليس بخالق، قال: ما أسألك عن هذا، فمخلوقٌ هو؟ قال: فما أُحسن غيرَ ما قلتُ لك. ثمَّ قال لعليِّ بن أبي مقاتل: ما تقول أنت؟ فقال: القرآنُ كلام الله، وإنْ أَمَرَنا أميرُ المؤمنين بشيءٍ سمعنا وأَطعنا. وسأل أبا حسَّان الزِّيادي، فأجاب بنحو ذلك.

ثمَّ قال للإمام أحمدَ بن حنبلٍ : ما تقول؟ فقال: القرآن كلامُ الله، قال: أمخلوقٌ هو؟ قال: القرآنُ كلام الله، ما أَزيدُ على هذا.


(١) في (ف): وأبا مسلم المستملي ويزيد بن يزيد بن هارون.
(٢) في (خ) و (ف): وأبا. وهو خطأ.
(٣) في (خ) و (ف): الزورقي. والمثبت من المصادر، وما بين حاصرتين منها.
(٤) في (خ) و (ف): سعد، والمثبت من تاريخ الإِسلام ٥/ ٢٤٩.