للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

عذابَ القبر ومساءلةَ مُنْكَرٍ ونكيرٍ والميزانَ والصِّراط، ثمَّ نظر إلى بِشرٍ وقال: لو رفعتَ الموتَ كنت سيدَ العلماءِ حقًّا.

[وحكى الخطيبُ (١) عن] محمَّد بن عليِّ بن ظَبيان القاضي قال (٢): قال لي بِشرٌ المريسي: القولُ في القرآن قولُ مَن خالفني أنَّه غيرُ مخلوق [قال:] فقلت له: فارجعْ عنه، فقال: كيف أرجع وقد قلته منذ أربعين سنةً ووضعتُ فيه الكتبَ واحتججت فيه بالحُجَج!

و [حكى الخطيبُ (٣) أيضًا عن الحسين بن عليٍّ الكرابيسيِّ قال:] جاءت أمُّ بِشرٍ [المريسي] إلى الشافعيِّ رحمةُ اللهِ عليه فقالت: يا أبا عبدِ الله، أرى ابني يهابك ويحبُّك، وإذا ذُكرتَ عنده أجلَّك، فلو نهيتَه عن هذا الرأيِ الذي هو فيه، فقد عاداه الناسُ عليه، ويتكلَّم في شيءٍ يواليه الناسُ عليه ويحبُّونه، فقال الشافعيُّ رحمة اللهِ عليه: نعم، ودخل عليه بِشْر، فقال له: أَخبِرني عمَّا تدعو إليه، فيه كتابٌ ناطق، أو فرض مفترَض، أو سنَّة قائمة، أو وجوب عن السلف البحث فيه والسؤال عنه؟ فقال بِشْر: ليس فيه شيءٌ من ذلك، إلا أنَّه لا يسعنا خلافُه، فقال له الشافعي: فقد أَقررتَ على نفسك بالخطأ، فأين أنت عن الكلام في الفقه والأخبارِ، يواليك الناسُ عليه وتترك هذا! فقال: لنا نَهْمَةٌ فيه. ثمَّ قام [بشر] وخرج، فقال الشافعيّ: لا يُفلح هذا أبدًا.

وقال الخطيب (٤): حُكي عنه أقوالٌ شنيعة ومذاهبُ مستنكَرة، كفَّره أهلُ العلم بها.

[وحكى أيضًا (٥) عن] يحيى بنِ عليٍّ بن عاصمٍ قال (٦): استأذن بِشْرٌ المَرِيسي على أبي، فأذن له، فقلت له: أَتُدخل عليك مثلَ هذا وهو يقول: القرآنُ مخلوق، وإنَّ اللهَ معه في الأرض، وإن الجنةَ والنارَ لم يُخلقا، وإن مُنكَرًا ونَكيرًا باطل، وكذا الصِّراطُ


(١) في تاريخه ٨/ ٥٤٢.
(٢) في (خ) و (ف): وقال محمَّد بن علي.
(٣) في تاريخه ٧/ ٥٣٥. وما بين حاصرتين من (ب).
(٤) في تاريخه ٧/ ٥٣٢.
(٥) في تاريخه ٧/ ٥٣٤.
(٦) في (خ) و (ف): وقال يحيى.