للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

سَوطًا. [والثاني:] (١) ثمانين سَوطًا. [والثالث:] تسعةً وعشرين. ثم ندم المعتصمُ على ضربه وعفا عنه.

[قال الصُّولي: والذي حمله على ضربه أحمدُ بن أبي دؤاد بعد أن حبسه. قال الصُّولي: وكان ذلك في سنة عشرين ومئتين. والثاني: أنَّ المعتصمَ أمر بضربه ولم يَحضره، حدَّثنا عبدُ الوهاب بإسناده إلى] ميمونِ بن الأَصبغِ قال (٢): كنت ببغداد، فسمعتُ صيحة، فقلت: ما هذا؟! قالوا: أحمدُ بن حنبلٍ يُمتحن.

فدخلتُ عليهم وقد مُدَّ أحمدُ بين العُقَابين، فلما ضُرب سَوطًا قال: بسم الله، فلمَّا ضُرب الثاني قال: لا حولَ ولا قوَّةَ إلا بالله، فلما ضُرب الثالثَ قال: القرآنُ كلامُ اللهِ غيرُ مخلوق، فلما ضُرب الرابعَ قال: لن يُصيبَنا إلَّا ما كتب اللهُ لنا. وكان تِكَّتُه حاشيةَ ثَوب، فانقطعت، فنزل السَّراويل [إلى عانته، فرمى أحمدُ طَرْفَه إلى السماء وحرَّك شفتَيه، فبقي السراويل] ولم ينزل.

وقال ميمون [بنُ الأَصبغ:] فدخلتُ عليه بعد سبعة أيامٍ فقلت له: رأيتك تحرِّك شفتيك، فأيَّ شيءٍ قلت؟ قال: قلت: اللهمَّ إني أسألك باسمك الَّذي ملأتَ به عرشَك، إنْ كنتَ تعلم أنِّي على الصواب فلا تَهتِكْ لي سِترًا.

ولمَّا بالغوا في ضربه ولم يُجِب أَظهروا أنَّه قد عُفي عنه وتُرك.

وقال إبراهيمُ الحَرْبي: أحلَّ الإمام أحمدُ مَن حضر ضربَه وكلَّ مَن شايع فيه والمعتصمَ، وقال: لولا أنَّ ابنَ أبي دؤاد داعيةٌ لأَحللته.

وقال الصُّولي: الَّذي ضربه اسمُه شاباص، كان يقول: لقد ضربتُه ثمانين سَوطًا، لو ضربتُ بها فيلًا لهدَّتْه.

وقال عبدُ الله بن الإمامِ أحمدَ: كان أبي قد وطَّن نفسَه على القتل، قيل له: لو عُرضتَ على القتل تُجيب؟ قال: لا.

[قال:] (٣) وكان يقول: رحم اللهُ خالدًا الحدادَ وأبا الهيثم، فأما خالدٌ فكان


(١) في (خ) و (ف): وقيل.
(٢) في (خ) و (ف): قال ميمون بن الأصبغ. والخبر رواه ابن الجوزي في المنتظم ١١/ ٤٣.
(٣) ما بين حاصرتين من (ب).